من منا لا يعرف أن هناك أشخاصا يعملون خارج لبنان، وهم يشكلون الاصدقاء الذين يعملون في الخارج ويساهمون في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
يكفي أن نرى كيف أن الاقتصاد يتدهور من بعد الازمة التي مرت بها البلاد وكيف بالمقابل تحويلات المغتربين بقيت ثابتة ولم تتغير منذ اكثر من 15 عاما.
فبالارقام تحويلات المغتربين هي أول مصدر لإدخال الدولار إلى لبنان بقيمة 6.4 مليار دولار في عام 2023 وهذا الرقم يوازي ثلث الاقتصاد الوطني من بعدها تأتي السياحة والتي قيمتها 5.3 مليار دولار، علما أن الحركة السياحية في البلاد يؤمنها المغتربون.
اما الجزء الاخير من واردات الدولار فتتم من خلال الصادرات الصناعية والزراعية التي تقدر بقيمة 3 مليار دولار بالإضافة إلى المنح والمساعدات والتحويلات المتفرقة حيث أنها تقدر بقيمة مليار دولار فيما الاستثمارات الأجنبية أصبحت قريبة من الصفر.
لذلك هناك سؤال يطرح: ما أهمية تحويلات المغتربين؟
أولا، أنها سند للعائلات اللبنانية بحسب المتابعين حيث أنها تساعدها لتغطية مصاريفها من طبابة وسكن وكهرباء وتعليم كي تصمد في ظل غياب أي شبكة أمان إجتماعية من قبل الدولة.
ثانيا، الاستهلاك المحلي يساعد المؤسسات اللبنانية كي تبقى واقفة على قدميها، مثلا إذا قلنا “صرفت حوالة آتية من الخارج بقيمة 100 دولار أميركي في دكانة قريبة من منزلك فهذه الـ دولار100 لن تساعد فقط صاحب الدكان أن يحسن إيرادته ويدفع لموظفيه بل تساهم أيضا بتعبئة رفوف دكانه بالأغراض من عند المستورد والصناعي والمزارع الذين بدورهم سيقومون بتحسين معيشة موظفيهم.
ثالثا، إدخال الدولارات إلى البلاد هو عامل مساعد بإستقرار سعر الصرف في السوق
وهكذا يكون المغترب اللبناني ليس بأهمية السائح الأجنبي لكنه الأهم فهو لا يقوم فقط بزيارة لبنان مرة في السنة على الاقل ويقضي أوقاته فيه ويقوم بتحرير الاقتصاد إنما يقوم بإرسال الاموال حتى من بعد سفره، إذا حافظ على المغترب اللبناني ودعاء له بالخير لان بدونه “تتبهدل”.