إفتتح رئيس "التيار الوطني الحر" السنة الجديدة بمواقف نارية، و" فشة خلق" وقصف سياسي، طال الحلفاء والخصوم معاً، ولم يسلم منه احد، اذ جمع ما بين الحليف الوحيد المتبقي له، عبر بعض "اللطشات" مع حليف الحليف، الذي بات منذ سنوات من الماضي، ولم ينس الخصوم فوضع الجميع في رزمة واحدة، مُطلقاً في إتجاههم السهام والشظايا، ليضرب مجموعة عصافير بحجر واحد، ويوصل الرسائل السياسية دفعة واحدة، على غرار ما يقوم به عادة، من هنا يعيدنا بالذكرى الى الكلمة التي اطلقها قبل إنطلاقة ثورة 17 تشرين بأيام، حين تحدث عن النهر الذي سيُجرف الجميع، قائلاً:" نحن كتيار وطني حر كالماء نُجرفكم في لحظة لا تتوقّعونها"، عندها تفاقمت اعداد خصوم باسيل بصورة كبيرة، ليكرّر المشهد مع بدء هذه السنة، وكأنّ رئيس "التيار" أراد ضبط الوضع مع الجميع لكن بسلبية، فهاجم الحليف سائلاً إياه:" أين تُرجِمَت مارمخايل في بناء الدولة؟ بتغطية الفساد والمسايرة بشلّ الرئيس وعهده؟ بضرب المجلس الدستوري؟ أين الاستراتيجية الدفاعية بلا مضمون فعليّ ، لقد حاولنا تطوير وثيقة التفاهم في الغرف المغلقة، ولا نريد إلغاءها، لكنّها لم تعد تجيب عن تحدياتنا، ويجب أن تبقى المقاومة فوق الدولة وفي كنفها"، مما يعني انّ باسيل ينطلق نحو سكة جديدة علّها تجلب له الشعبوية المسيحية، مع إقتراب موعد الانتخابات النيابية، لان الزمن زمن انتخابات ويجب الحذر...الى ذلك هاجم رئيس "التيار" الحليف اللدود رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكاد ان يستعين بكلمة وجهّها اليه قبل سنوات، لكنه عاد ليدخل على خط خرق العلاقة بين الثنائي الشيعي ولم يفلح، لانّ تحقيق ذلك سيبقى ضمن الحلم السياسي فقط لا غير، والجواب اتاه منهما:" خيط بغير هالمسلّة"، مع ردّ من النائب علي حسن خليل :" الثنائي لن يعرّضه كلام تحريضي لاي ابتزاز، ونحن لن نسخّر الوحدة الشيعية الا في سبيل الوحدة اللبنانية"، مع ردود الاتهامات التي وجهّها باسيل الى بري، ولم ينس كما في كل مرة نبش القبور المسيحية، فوجّه الاتهامات الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، علّه يفوز ببعض الشعبوية العونية التي فقدها حتى ضمن "التيار"، الامر الذي يطرح اسئلة عن سبب النبش المتواصل عن شرخ مسيحي، يطمح المسيحيون الى زواله بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟بإختصار باسيل زاد من تخبيصاته السياسية وخيّط بالمسلّة الغلط...
