كتبت إيفانا الخوري في نداء الوطن: بعد حصول الحكومة على ثقة المجلس النيابي، انصرف اللبنانيون إلى همومهم اليومية لا سيّما أنّ الأزمة المعيشيّة لم تنتهِ بولادة الحكومة، ولو أنّ التعويل هو عليها لتغيير الواقع الصعب.
صودف هذا العام، تزامن الصوم عند المسيحيين والمسلمين، وقد يكون صحن “الفتوش” عاملاً مشتركاً على سفرة المؤمنين جميعاً. ففي حين يعتمد المسيحيون على الخضار في صومهم الكبير، يعتبر “الفتوش” ملك سفرة الإفطار عند المسلمين.
وعلى غير عادة وبعدما تحوّل صحن “الفتوش” من طبق سلطة إلى بورصة تواكب ارتفاع الأسعار في المناسبات، تراجعت أسهمه هذا العام على صعيد تكلفته.
يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ “نداء الوطن”، إنّ كلفة صحن الفتوش هذه السنة هي 286 ألف ليرة لبنانية للأسرة من 5 أشخاص وللفرد 57 ألفاً، فيما بلغت كلفته عام 2024، 287,970 ليرة.
تراجع القدرة الشرائية
على الرغم من التراجع الطفيف في سعر طبق الفتوش، يشير شمس الدين إلى أنّ كلفة مائدة الإفطار الرمضانية ارتفعت بنسبة 20% عن العام الماضي، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأجبان والألبان وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين هذا العام.
وفي ما خصّ القدرة الشرائية، لا يرى شمس الدين أنّ الحل هو برفع الحكومة الجديدة الرواتب على اعتبار أنّ تشكيل الحكومة لا يعني توفر المال، بل بالعمل على خفض سعر صرف الدولار ورفع قيمة اللّيرة اللّبنانية والذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على القدرة الشرائية للبنانيين.
البرد يرفع أسعار الخضار
شكّل تدنّي درجات الحرارة إثر العاصفة “آدم” إلى ما دون مستوياتها، سبباً رئيسياً في ارتفاع الأسعار وفقاً لما أكّده رئيس جمعية المزارعين أنطوان حويك لـ “نداء الوطن”.
وفقاً لحويك، تسبّب تراجع الإنتاج بفعل الطقس والذي تزامن مع حلول شهر رمضان والصوم الكبير وارتفاع الطلب بشدّة، في ارتفاع الأسعار بشكل سريع. يضيف “إنّ سعر النعناع مثلاً ارتفع في مبيع الجملة من 50 ألف ليرة إلى 120 ألف ليرة وباقة البقلة في الجملة تُباع بـ 100 ألف والبندورة ارتفع سعر الكيلو منها إلى 120 ألف ليرة”.
أمّا رئيس تجمّع الفلّاحين والزراعيين في البقاع إبراهيم ترشيشي الذي يتّفق مع حويك على أسباب ارتفاع أسعار الخضار، يشير أيضاً إلى أزمة كبيرة يعاني منها المزارعون في البقاع. فعلى الرغم من تدنّي درجات الحرارة في خلال الأسبوع الماضي، لكن لم يُسجّل هطول للأمطار. كما أشار في حديثه لـ “نداء الوطن” إلى أن موجة البرد القارس تسبّبت في تلف المزروعات داخل الخيم، وبالتالي لم يتأخر إنتاج المحاصيل بالنسبة إلى المزارعين فقط بل تعدّاه إلى معاناة بعضهم من انعدام المحصول.
وتوقّع أن تتراجع أسعار الخضار بعد فترة قصيرة مع تحسّن الطقس وتراجع الطلب الذي يكون في ذروته في أول أيام شهر رمضان المبارك.