تتوالى” تخبيصات وزلاّت لسان” أهل السلطة بشكل يومي، من خلال البشائر التي يطلقونها والتصريحات المستفزة والمستهترة بالمواطنين، ويأتي في طليعتهم وزير الطاقة ريمون غجر، الذي يبشّر اللبنانيين كل فترة بالعتمة الشاملة المرتقبة، وآخرها ما قاله بالأمس عن الظلام الحالك الذي ينتظرنا في منتصف أيلول المقبل، على الرغم من التقنين الكهربائي القاسي الذي يرافق يومياتنا، واللافت أنّ غجر يتحدث عن المآسي والمصائب بطريقة عادية، وكأنه يزفّنا بأخبار سارة.
أما الخبر الذي زفّه بالأمس هو اقتراب رفع الدعم النهائي عن البنزين،الذي سيرفع سعر الصفيحة الى مئتي ألف ليرة، ليصبح البنزين والسيارة للمقتدرين فقط، ومَن لا يستطيع أن يدفع هذا السعر فليستعمل” شي تاني” أي وسيلة أخرى، قالها بكل هدوء وعدم إكتراث لنتائج تصريحه…
من هنا نسأل:” هل المقصود بالوسيلة الأخرى وسائل النقل الحديثة الموجودة في لبنان، والقطارات والمترو وغيرها من المواصلات التي وُضعت في خدمة اللبنانيّين؟؟؟ هل تناسى وزير العتمة غياب كل تلك الوسائل؟ أم قصد التنقل على الحمير الذين لم يبق لنا سواهم في هذا البلد؟ إذ لا يوجد للفقير” شي تاني” إلا الحمار، مع ما يتبعه من عودة الى العصور القديمة من قناديل كاز وغيرها…
كما نسأل لماذا تناسى الوزير مشكلة التهريب الى سوريا وعدم ضبطها ومكافحتها لغاية اليوم؟ ألم يسأل نفسه كيف سيذهب المواطنون الى عملهم، وكيف سيسيّر ما تبقى من إقتصاد؟ وكم ستصبح تسعيرة التاكسي؟ فهل قررتم القضاء على الفقراء في هذا البلد وما أكثرهم؟.
للأسف هذا الكلام شكّل إستياءً كبيراً لدى اللبنانيين وأطلق العنان لغضبهم على مواقع التواصل الإجتماعي، ليصبح الوزير غجر” فشة خلقهم” بسبب ما يُدلي به كل فترة، مع سهامٍ وُجهّت من قبل المواطنين، وفي كل الإتجاهات الى السلطة والمعنيين بالتشكيلة الحكومية، الذين أوصلوا البلد الى الإنهيار، بسبب تقاسمهم للحصص وما تبقى من مغانم، من دون أن يرّف لهم جفن أمام أوضاع المواطن المُنهكة بسببهم.