تصعيد قاسم.. قرار أم صدفة؟

naim kassem

لفت مصدر سياسي بارز إلى أن “كلام كل من الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا يأخذ معنى تفاوضياً، في حين أن هذا الأمر متروك للقيادة السياسية اللبنانية، ذلك أن الحزب قال كلمته في المفاوضات التي أوصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 27 تشرين الأول 2024. أما ما يلي ذلك، فيعود إلى الدولة اللبنانية التي تجهد في تكريس موقف صلب تتحمل مسؤوليته تجاه المجتمع الدولي، وللغاية لا بديل لها عن بسط سيادتها على أراضيها كاملة بلا شريك، وأن تملك وحدها قرار السلم والحرب”. وتناول مسؤولون رفيعو المستوى الكلام الذي يكرره رئيس الجمهورية جوزف عون ويردده أيضاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مجالسهما، عن تحصين الوحدة الوطنية وتكريس الدولة مظلة راعية ضامنة لسلامة كل مواطنيها، وتشديدهما على حفظ الأمن والاستقرار ومنع أي جهات خارجية من النيل من السيادة اللبنانية.

بدورها، قالت مصادر نيابية إن “النبرة العالية الصادرة عن قاسم، وبعض المسؤولين فيه، أثارت استغراباً وطرحت تساؤلات لدى الكثير حول تغير الموقف، خصوصاً أن كلمة قاسم جاءت من دون مناسبة دينية أو حزبية كما جرت العادة. وعزت المصادر هذه التطورات إلى مواقف حزبية وسياسية داخلية، أو خارجية إقليمية يمكن اختصارها بعوامل عدة، بينها في الشق الداخلي وهو يرتبط بالحزب مع غياب القيادة الجامعة والخسائر التي تلقاها. ومن المعروف ان الخسارة تحدث ردات فعل وانقسامات وتصدعا في الجسم الواحد، وكذلك العلاقة مع القوى السياسية اللبنانية الأخرى.

وترى المصادر أن “الحزب يتعرض لضغط كبير من بيئته الشعبية، بسبب استمرار العدوان اليومي وعدم قدرة الأهالي على العودة إلى قراهم المدمرة، أو ترميم ما تضرر منها، وعدم توافر الأموال لذلك، وغياب أية مساعدات من الخارج، ما خلق حالة تململ كبيرة في البيئة الحاضنة للحزب على مدى العقود الماضية، والتي كانت تناصره من دون سؤال أو جواب”.

واعتبرت المصادر أن “هذا الجو بدأ يتغير بشكل لافت”. في المقابل، فإن بعض القوى السياسية التي هي على خصام مع الحزب تزيد الضغط عليه من خلال المطالبة اليومية بنزع سلاحه حتى بالقوة، خلافاً لما يسعى اليه أهل الحكم لمعالجته بالحوار والتفاهم بعيداً من الذهاب إلى أي مواجهة. وترى المصادر ان “ارتفاع النبرة ليس مصادفة، بل بقرار، بهدف إعادة تموضع الحزب بعدما تراجع إلى الصفوف الخلفية نتيجة الضربة الكبيرة التي تلقاها في الحرب وغياب قيادته”.

أضافت: “أما الشق الخارجي فيتعلق بمحادثات الملف النووي الإيراني، ولا شك أنها تؤثر على الساحة اللبنانية، وستكون لها تداعياتها سواء لجهة الاتفاق أو الذهاب إلى المواجهة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: