بدعوة من "المؤتمر الشعبي اللبناني" و"اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي"، نُفِّذت وقفة تضامنية مع أهالي غزة، بمشاركة رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة، ورئيس اتحاد النقابات في الشمال شادي السيد، ومسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في طرابلس عبد الناصر المصري، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، ونائب رئيس اتحادات النقل البري للترانزيت في الداخل والخارج محمد كمال الخير، وحشد من النقابيين وممثلي الفصائل.
استُهِل الاعتصام بدقيقة صمت وقراءة الفاتحة عن أرواح شهداء غزة.
بعد كلمة لخالد عدس، تحدث رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة موجّهًا التحية لاتحاد النقابات ونقابة عمال بلدية طرابلس والمؤتمر الشعبي اللبناني، وقال: "في غزة يُقتل الجياع وتُدفن الأجساد تحت الركام، فيما العالم منشغل بالصمت أو بالمساومة على الدم. إنها ليست مجرد حرب، بل سقوط أخلاقي تشارك فيه قوى تدّعي الحضارة، بينما تجوّع شعبًا وتمنع عنه الدواء والماء".
أضاف: "لسنا نملك الكثير، لكننا نملك قلوبًا تنبض ألمًا وأصواتًا ترفض الصمت، وندعو الله أن يرفع هذا الظلم عن غزة".
وختم قائلاً: "فلسطين ليست قضية، بل ميزان إنساني. وغزة تختصر اليوم كل الألم وكل المقاومة".
وقال نقيب عمال بلديات طرابلس عمر دلال: "الحكّام العرب هم الأكثر تخلّيًا عن أهل غزة، في حين يشرف أصغر طفل في غزة الكثيرين من المطبّعين. لا بد أن تتحرر غزة، كما ستتحرر فلسطين، وسيسأل الجميع يومًا عن موقفهم".
وحذّر من أن سقوط غزة سيطال دولًا أخرى، وقال: "غزة ستبقى محل فخر واعتزاز".
بدوره، ألقى النقيب شادي السيد كلمة انتقد فيها "الموقف العربي المتخاذل"، مشيرًا إلى أن "المستقبل لفلسطين ولغزة، وأن تمسك أهلها بالأرض والكرامة والمقاومة سيكون عنوان المرحلة".
وأضاف: "ما قبل غزة ليس كما بعدها. العالم كلّه شاهد، وما يقوم به نتنياهو وصفه كثيرون بأنه يُحاكي الإبادة، التي تزعم إسرائيل أنها كانت ضحيتها، فإذا بها تُمارسها".
وختم بالقول: "غزة انتصرت بصمودها، ولم تنكسر رغم الجوع والدمار، بل طالبت بالعودة، وستبقى عنوانًا للحاضر والمستقبل".
وقال النقيب محمد كمال الخير: "من طرابلس نوجّه التحية لغزة، ونؤكد وقوفنا الدائم إلى جانبها بالموقف والكلمة والدعاء".
وأضاف: "منذ سنتين وغزة تتعرض للقصف، فيما إسرائيل تفشل في تحقيق أهدافها وتلجأ اليوم إلى الحصار والتجويع، ما يعكس عجزها"، متسائلًا: "أين جمعيات حقوق الإنسان مما يحصل؟".
وختم: "غزة ستنتصر، وفلسطين ستكون، لا ريب في ذلك".
الشيخ بلال شعبان أكد أن "غزة هي الميزان الذي يُقاس فيه صدق الأمة"، وقال: "من يقف مع غزة فهو إنسان، ومن يتخلّف عنها فهو خارج دائرة الإنسانية".
وأضاف: "الحل لا يكون بالحياد، بل بالانحياز إلى المستضعفين. نُعلن تضامننا الكامل مع أهل غزة، وموعدنا معهم في القدس لنصلي صلاة الشكر على النصر، إن شاء الله".
وألقى "أبو فراس" كلمة الفصائل الفلسطينية، وقال: "طرابلس كانت وستبقى قلب فلسطين النابض. لسنا من يشكر طرابلس، بل نقول نحن وطرابلس نشكر غزة التي رفعت اسم العرب والمسلمين بصمودها".
وأضاف: "الطيران لا يهزم الجوع، ولا يُبيد شعبًا صامدًا. جوع غزة اليوم عار على الأمة العربية".
وختم موجّهًا التحية للمقاومة في فلسطين، وللبنان الذي يشارك الفلسطينيين وجع العدوان، وسقط على أرضه الشهداء.
من جهته، قال عبد الناصر المصري: "من طرابلس المقاومة نقول للمجاهدين في غزة: أنتم أشرف الناس. لقد سقطت الأمم المتحدة، وسقط مجلس الأمن، وسقطت أميركا وكل شعاراتها، وبقيت غزة صامدة".
وأضاف: "أين العرب والمسلمون من أطفال يموتون جوعًا؟ شباب الأمة، آن أوان الاستيقاظ، فالقدس مسؤوليتكم".
وختم قائلًا: "إسرائيل مستمرة في ضمّ الضفة، وبعض الحكام متمسكون بالتسويات. آن الأوان لفهم الحقيقة: ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة. وإذا سقطت غزة، فلن تكون أي عاصمة بمنأى عن العدوان".
في نهاية الوقفة، أقدم المشاركون على إحراق علمي إسرائيل وأميركا، تعبيرًا عن احتجاجهم على ما يجري في غزة.