بعد كل التدهور السياسي الحاصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ومحاولات الطرفين التغاضي عنه و”ضبضبة” ما يجري في العلن، من خلال التشديد على التحالف والاستعانة بمقولة ” غيمة صيف عابرة”، والى ما هنالك من مفردات لم تعد تنطلي على احد، ثمة اسئلة تطرح عن مصير “تفاهم مار مخايل” الذي لم يصل الى مبتغاه في معظم بنوده ، التي بقيت حبراً على ورق، مع دخول مستجدات تتطلب إعادة تموضعه، بعد مرور كل تلك السنوات على توقيعه منذ العام 2006 بين الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، ورئيس التيار الوطني الحر حينها العماد ميشال عون، لان تغييراً حصل منذ العام 2016 مع وصول عون الى الرئاسة وجبران باسيل الى رئاسة التيار، اي مواقف مختلفة تسبّب بها الواقع في ظل التقلبات السياسية اليومية ، بحيث برز خلاف في وجهات النظر السياسية، ضمن ملفات معينة بين الطرفين، لكنهما حافظا في العلن على بعض ثوابت الورقة الموّقعة بينهما، من دون ان تغيب المصلحة كما في كل التحالفات، فالتيار الوطني الحر كان بأمّس الحاجة الى حزب الله لإيصال زعيمه الى الرئاسة في العام 2016، وحزب الله بدوره كان بحاجة ولا يزال الى غطاء مسيحي قوي، امام المجتمع الدولي وجده في التيار المذكور.الى ذلك، ومنذ تشكيل حكومة العهد الاولى، ظهر الصراع بين الطرفين عبر إصرار حزب الله على سحب الثلث المعطّل من التيار، في مقابل تمسّك الأخير في التحكّم بمسار الحكومة. هذه الازمة تفاقمت مع باسيل، حين اطلق ” لطشة” إستفادة البعض من المعابر الشرعية، ومن ثم فتح ملف المبعدين الى اسرائيل، إضافة الى ملف سلعاتا الذي صوّت وزراء حزب الله ضده في مجلس الوزراء، فضلاً عن مواقف بعض نواب التيار المتعارضة مع مواقف الحزب، وفي طليعتهم زياد اسود. وصولاً الى العقوبات المالية التي طالت حلفاء الحزب ومن ضمنهم باسيل، مع ما رافق ذلك من سجالات اعلامية وردود، وإشتعال مواقع التواصل بين المناصرين، فكل تلك التقلبات هزّت التفاهم الى درجة وقوعه، مما يطرح سؤالاً حول مدى وجود ضرورة له اليوم، بعد ان بات على درب مقولة لزوم ما لا يلزم؟!
