لا شك في أنّ طرح موضوع لبنان على طاولة محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير خارجيته جان إيف لو دريان قبل أيام مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الإليزيه أعطى بارقة أمل ولو ضئيلة، من خلال إعلان الإدارة الأميركية دعمها للجهود الفرنسية لتشكيل حكومة في لبنان، مع إستعدادها لمساعدته كي يشهد تغييراً، عبر قيادة سياسية حقيقية، مع ممارستها المزيد من الضغوط على معرقليّ التشكيلة الحكومية والبلد بشكل عام، لأن الحل يكون بمواجهة التعطيل.، وفق معلومات بأنّ إحتمال رفع عقوبات أميركية جديدة على مسوؤلين لبنانيين آخرين وارد جداً، مع إمكانية تحرّك فعليّ لباريس وواشنطن، للقيام بما في وسعهما خلال الأسابيع المقبلة، لمنع حصول الإنهيار الأكبر المرتقب، مع تأكيدهما على تفعيل المبادرة الفرنسية من جديد، وبأنّ تشكيل الحكومة سيسبق موعد الإنتخابات النيابية، بالتزامن مع توضيح لمعالم الصورة المستقبلية للعلاقات الأميركية – الإيرانية، ولعلاقات فرنسا مع بعض دول المنطقة، خصوصاً بعد إعطائها دور الوصيّ الجديد على منطقة الشرق الأوسط من البوّابة اللبنانية، وهذا يتطلّب منها التوافق السياسي مع دول عدّة، منها إيران وروسيا والسعودية وسوريا.
الى ذلك ووفق مصادر سياسية مطلعة على اللقاء الاميركي- الفرنسي، أُفيد بأنّ المبادرة الفرنسية ستفعَّل من جديد، بالتزامن مع تغيّير للمعطيات الإقليمية والدولية في فترة قريبة، كما أنّ واشنطن وباريس تراهنان على صناديق الإقتراع في الإنتخابات النيابية المرتقبة في أيار 2022، والتي ستُحدث نقلة نوعية برأيهما، لأن ذلك سيخلق قيادة جديدة للبلد، ومن هذا المنطلق يشدّدان على إجرائها في موعدها مهما كانت الأسباب.
في غضون ذلك، دخل التقارب السعودي بدوره مع الأميركيين والفرنسيين حيال لبنان، بالتزامن مع دخول روسيا و إيران على خطّ المساعدة، وقد جرى تفعيل هذا التقارب، من خلال محادثات الوزيرين بلينكن ولو دريان، مع نظيرهما السعودي فيصل بن فرحان، حيث جرى تشديد على مساعدة لبنان، وإعطاء الملف اللبناني الإهتمام اللازم . كما عُقد اجتماع سعودي- إيراني في بغداد بمبادرة عراقية، ووفق كواليس اللقاء، أُفيد بأنه أنتج تطوراً هاماً في منطقة الشرق الأوسط قد يتأخر إنعكاسه على لبنان بعض الشيء، لكنه سيُحدث انفراجات ستؤدي الى تهدئة الوضع في لبنان، والى مرونة في التعامل مع حزب الله…