وسط ما يحصل من تطورات للأوضاع في فلسطين عقب عملية “طوفان الأقصى”، التي كان لها تأثير كبير في الداخل الفلسطيني و ارتدادات خارجية كبيرة، بدأ الكثير من الطروحات تتردّد من مراقبين حول ماهية الخطوات المقبلة التي قد يتخذها الاحتلال الإسرائيلي “للانتقام” لِما حصل في غزة، خصوصاً مع إعلان جيش الاحتلال عن نيته للقيام بهجوم برّي ل”تدمير غزة”، ما يعني النية في اتخاذ إجراءات لإبادة جماعية لأكثر من مليون مواطن فلسطيني داخل غزة، والمشاهد المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي كافة هي كفيلة في إظهار الإجرام الذي يعانيه الشعب الفلسطيني من الاحتلال.
وللحديث عن الخطوات المرتقَبة في الأيام المقبلة، قال العميد الركن هشام جابر في حديث لموقع LebTalks إن “حزب الله لن يكون المبادِر في فتح الجبهة الجنوبية على مدى واسع إلا بحالتين: في حال “فتحتها” إسرائيل وبدأت بها خلال ساعات، حتما سيكون حزب الله قد أمطر إسرائيل بمئات أو آلاف الصواريخ، أو في حال تعرّض البرَّ “الإيراني” لهجوم إسرائيلي سواء بالصواريخ أو الطائرات أو غيرها، ساعة إذن كل الجبهات ستشتعل كما قال أحد مسؤولي إيران منذ أيام”.
ويعتبر جابر أنه ” من حيث المبدأ والتقدير، فإن إسرائيل ليست قادرة على فتح جبهتين في الوقت نفسه لأنها لا تزال تصبّ اهتمامها الأكبر على جبهة غزة، وحتى الآن لم تتخذ قراراً بتنفيذ الهجوم البرّي عليها، ولا شك أن الهجوم البري ستنتج عنه خسائر كبيرة ومتاعب كثيرة لإسرائيل، لذلك فهي تأخذ وقتها في دراسة خطواتها جيداً قبل الإتيان بأي حركة قد تكلّفها الكثير”.
وعن الخطة المتوقّعة لغزة من قبل إسرائيل، أشار جابر إلى أن “ما يتم اقتراحه هو تقسيم غزة إلى كونتونات حسب الجغرافية والقوة العسكرية، وقطع التواصل في ما بينها بهذه الطريقة تكون قد أضعفت قوة حماس وسيطرتها، وتستطيع حينها الدخول الى أي كونتون تريده بحسب الوضع الميداني، إلا أن هذا الأمر حتى ولو اتُخذ القرار فيه بحاجة إلى الكثير من الوقت للتنفيذ لأن الوضع في مدينة غزة دقيق والسيطرة على غلاف غزة وتنظيفه من الألغام والمعوقات بحاجة إلى وقت كبير، لذلك وإلى حينها ستتعرض غزة إلى قصف كثير ضمن سياسة “الأرض المحروقة” إذا ما تم اتخاذ قرار الهجوم البرّي”.
وفي الإطار ذاته، أشار جابر إلى أن “هناك الكثير من المشكلات اللوجستية والتنظيمية لتجنيد الإحتياط لأنه ليس من السهل تعبئة 600 ألف جندي فوراً، كما أن هناك تخوّف كبير من حصول أي تحرّك في الضفة الغربية، والشيء البارز أيضاً هو أن هناك ارتباك واضح لدى القيادة الإسرائيلية التي حشدت أكثر من لواء مدرّع على جبهتها الشمالية، أي عند الحدود مع لبنان جنوباً خوفاً واستعداداً لأي هجوم يمكن أن يحصل من حزب الله أو لأي قرار ممكن أن يتخذه الاحتلال للتصعيد على الحدود”.
إذاً الأيام المقبلة ستكون كفيلة في الإجابة عن احتماليات التصعيد، خصوصاً وأنه، كما تشير المعلومات لموقع LebTalks، فإن الوضع الإقليمي تحديداً بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران يشي بوجود أجندة موحّدة يعمل عليها الطرفان في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن الأمور من المستبعد أن تتجه إلى حرب شاملة خارج الأراضي الفلسطينية، إلا أن الأمور مفتوحة داخل فلسطين على الاحتمالات كافة.