بدا جلياً أن سفراء الخماسية يوزعون الأدوار في ما بينهم، عبر اللقاءات التي تحصل مع مرجعيات سياسية وروحية، لظروف واعتبارات لها علاقة بما يربط دولهم مع هذه المرجعية وتلك أو هذا المسؤول وذاك. وبناء عليه، كان لافتاً زيارة السفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني إلى دارة النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو والاجتماع به، خلافاً لما كان يحصل عندما كان السفير السعودي وليد بخاري من يلتقي بجنبلاط، وذلك مرده إلى تباينات في العلاقة بين الرياض والمختارة، على خلفية مواقف جنبلاط التي تغمز من قناة المملكة والحكام العرب، في ظل تماهي خطاب جنبلاط مع حماس وحزب الله، وهذا ترك أثراً سلبياً على العلاقة وإن لم يكن هناك أي سجالات،حيث أن التواصل مستمر عبر موفدي جنبلاط إلى الرياض، إنما لا يخفى بأن ثمة فتور في هذه العلاقة.
في السياق، تكشف المعلومات لموقع labTalks ، أن السفير المصري علاء موسى الذي إلتقى برئيس “التيار الوطني الحر ” النائب جبران باسيل، تمنى عليه أن يكون التيار من المساعدين والمساهمين في إنتخاب الرئيس دون أن يكون هناك تطرق للأسماء، وإن كانت العلاقة بين القاهرة والتيار الوطني الحر غير سوية خلافاً لما هي عليه مع قطر، ما يدل على أن سفراء الخماسية يأخذون كل الاعتبارات بالحسبان، إنما ثمة تأكيد بعدم تجاوز أي طرف في إطار هذه اللقاءات، دون استبعاد أن يلتقي السفير بخاري برئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.
لكن مع حلول شهر رمضان يتوقع بأن ينحسر دور الخماسية، على اعتبار معظم السفراء الخليجيين المعتمدين في لبنان يغادرون إلى بلدانهم لقضاء شهر رمضان مع عائلاتهم وذويهم.
من هذا المنطلق، تجمع أكثر من جهة سياسية، بأنه وخلافاً لما يقال أن الرئيس سينتخب في وقت قريب، فالأمور دونها عقبات وصعوبات على أكثر من خلفية، ربطاً بما يجري في الجنوب، حيث ثمة استحالة لفصل الحرب عن غزة في ظل إصرار الحزب على هذا المعطى، حيث أن القرار له ومن الطبيعي لإيران، باعتبارها من يقود الحرب من غزة إلى سوريا وجنوب لبنان.
وأخيراً، باتت الاستحقاقات الدستورية عرضة ليس للتأجيل بل للتطيير وذلك لا يقتصر على الإستحقاق الرئاسي فقط، فربما الإنتخابات البلدية تؤجل والأمر عينه للإنتخابات النيابية، وبمعنى أوضح، قبل أن ينتخب رئيس الجمهورية لن تحصل هذه الاستحقاقات البلدية والنيابية، مما يشرع الشغور الرئاسي وهذا ما لا تقبل به بكركي وقيادات مسيحية وعلى المستوى الوطني العام، لذا لبنان على كوع الترقب والانتظار لهذه الاستحقاقات.