صرح الناطق الرسمي باسم قوات “اليونيفيل” في لبنان أندريا تينينتي “الوضع في جنوب لبنان بات مقلقاً وخطيراً للغاية”، هكذا وصف تينينتي تطور الأمور الميدانية، ويضيف أن تبادل إطلاق النار الذي بدأ قبل أشهر كان ضمن حدود خمسة إلى ستة كيلومترات قرب الخط الأزرق، لكنه توسع إلى مناطق في العمق اللبناني ووصل بعض الاستهدافات إلى بعلبك والهرمل شمال شرقي البلاد بمسافة تبعد 130 كيلومتراً من الخط الأزرق.
وعن تطور الأمور واحتمال ذهابها إلى ما هو أخطر، يشدد تينينتي في حديث لـ “اندبندنت عربية”، على أن لا أحد يستطيع التنبؤ بأخطار تلك الاستهدافات ومستقبل تلك الجبهة، إذ إن أي خطأ في الحساب يمكن أن يشعل نزاعاً أوسع، وقال “نعمل مع الأطراف لمحاولة تهدئة الوضع منذ عدة أشهر والأهم منع انزلاق الجبهة نحو حرب خطيرة”.
أوضح الناطق الرسمي باسم قوات “اليونيفيل” أن: قوة حفظ السلام الموقتة تعمل في جنوب لبنان حالياً بقرابة 10 آلاف و500 جندي بهدف مراقبة منطقة العمليات مع نحو 400 نشاط يومياً، وذلك على رغم القصف الذي يشكل خطراً على التحركات أحياناً، ويؤكد أن عملهم في مراقبة الوضع لا يزال قائماً على رغم التحديات وكذلك العمل مع الجيش اللبناني كونهم “شركاءنا الاستراتيجيين”، حيث هناك نحو 30 نشاطاً مشتركاً مع الجيش، وقال “لدينا عمل كبير يجب أن نقوم به كقوة مستقلة في جنوب لبنان”.
وأضاف: “الجزء الهام من العمل هو ما يقوم به رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازار، الذي يتواصل مع الجيش الإسرائيلي من ناحية والجيش اللبناني بشكل يومي”، مشدداً على أن “اليونيفيل” هي الهيئة الوحيدة التي يمكنها التحدث مع الجانبين من البلدين اللذين ما زالا في حالة حرب منذ زمن.
يذكر تينينتي بأن عمل قوات “اليونيفيل” في الجنوب جاء بناءً على طلب السلطات اللبنانية التي كانت دائماً إيجابية للغاية بشأن وجود تلك القوات، إضافة إلى أنها تؤكد مراراً وتكراراً التزامها الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ويكشف أن “الفترة الأخيرة التي سبقت أحداث قطاع غزة كانت هادئة بشكل استثنائي في جنوب لبنان ويقول “نحن كنا نأمل في المضي قدماً، ولكن بالطبع تلك الأحداث جعلت هذا غير ممكن ونحن نحاول العودة إلى مرحلة ما قبل السابع من أكتوبر… ولحينها جنودنا ما زالوا على الأرض وما زلنا نقوم بنشاطات ليس فقط للمراقبة ولكن أيضاً لمساعدة السكان المحليين، وهذا لم يتوقف”.
وعن تأثير توسع الضربات الإسرائيلية إلى مناطق البقاع على عمل قوات حفظ السلام الدولية، قال تينينتي إن “القرار 1701 هو قرار تم اعتماده في عام 2006، ولكن لمنطقة جنوب لبنان فقط من نهر الليطاني شمالاً إلى الخط الأزرق جنوباً، ولا يعني بشكل مباشر مناطق لبنانية أخرى، لكنه يتضمن الأحكام الرئيسية للقرارات الدولية السابقة التي تضمن الأمن، والاستقرار في لبنان ودعم الجيش اللبناني”.
ويضيف أن الأحداث الجارية رسخت قناعة الجانبين وفهمهما لأهمية تنفيذ القرار 1701 كسبيل للعودة إلى الاستقرار، ومؤكداً أن التنفيذ الكامل للقرار 1701 يمكن أن يكون الحل لهذا الصراع، ويفتح نافذة من الفرص للأطراف كافة.