مرّت ثلاث سنوات على كارثة تفجير مرفأ بيروت، وتقاعس السلطة عن إحقاق العدالة التي وعدت بها، مع إظهار التحقيق خلال 5 ايام، من دون ان يتحقق شيء على ارض الواقع ، لا يزال اهالي الضحايا ينتظرون كشف الفاعلين، علّ ذلك يُخفف بعض معاناتهم، ويريح الضحايا في عليائهم . اذ وكلّما مرّ الوقت كلّما كبُر الجرح، وكلما تأخر التحقيق زاد الألم، هذه العبارات تختصر مأساة الاهالي اليومية، لكن وبعد المستجدات التي طرأت على القضية، ولم تصل الى اي مكان بسبب التدخلات السياسية المعروفة، فباتت العيون شاخصة اكثر نحو العدالة، لكن بالتأكيد عدالة السماء لانّ عدالة الارض لا تتحقق في لبنان.
من هنا نستذكر ما قام به المحقق العدلي طارق البيطار، الذي فاجأ الجميع بعد الادعاءات بحق شخصيات سياسية وامنية من قيادات الصف الاول، طالباً اياهم المثول للتحقيق، في المقابل لم ُترفع عنهم الحصانات، لا بل عاد البعض الى مجلس النواب ليمثلوا الامة اللبنانية، ما جعل الملف في قلب الانفجار الدائم.
إزاء هذه الصورة القاتمة، يسقط الكلام امام دموع وحزن اهالي الضحايا، الذين يتنقلون يومياً بحثاً عمَن ينصف قضية ضحاياهم، امهات ثكالى يرفعن صور فلذات الاكباد ، للتذكير بالفاجعة التي هزّت العالم بأسره، ولم تهّز ضمائر المسؤولين اللبنانيين، فلو حصلت هذه الكارثة في بلد آخر لكانت أسقطت عروشاً وانظمة، لكن في لبنان لا لوجود للمساءلة او العقاب، هكذا إعتدنا في البلد المشلّع، فلا جريمة تكشف مهما طال الزمن.
4 آب 2020 تاريخ سيبقى مثقلاً بالمآسي والاحزان، على مدى إتساع الكون، تاريخ قلب صورة لبنان الى بلد لا يحوي سوى نعوش ضحايا، في عمر الورود ملأت ساحاته.
إنطلاقاً من هنا نسأل:" كيف يمكن ترك شعب لمصيره الأسود ؟ وكأن لا دولة ولا مؤسسات، ولا وزراء ولا نواب حصلوا على وكالة من ناخبيهم، ألم يحن الوقت بعد لثورة حقيقية موحدّة تسقط عروشهم ؟!
