Search
Close this search box.

ثنائيات وخياليات

121544179_3779900722071038_5076634045501386417_n

✒️كتبتْ كريستيان الجميّل

في قراءة مُقتضبة لما حصل في الايام الاخيرة، وقد تظّهر بوضوحٍ أكثر ، أمس، بقرار تأجيل الاستشارات النيابية المُلزمة التي كانت مقررة اليوم.

إذ كان واضحاً بأن الرئيس سعد الحريري يسير بمبادرته بسرعة، رافعاً شعار تطبيق الفرصة الاخيرة، أي المبادرة الفرنسية، وقد يُفسّر ذلك، سبب “الإلحاح”، وقد لا يُفسّر.

ولهذه الغاية، أعطى الرئيس الحريري كل الضمانات الممكنة لحزب الله، بعد ان تقاسم وإياهم شروط المبادرة الفرنسية، حيث توافقا على 90% منها، وقد احتفظ حزب الله بال10% الباقية، علماً بأن الاخيرة هي الاهم، لانها تتعلق بالنظام السياسي. وغير معلوم حتى الساعة إذا كانت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وما قد ينتج عنها من تدابير في الداخل اللبناني، تقع ضمن ال10% التي رفض حزب الله القبول بها، أم لا.

وعلى الرغم من كل ذلك، توافق الحريري والحزب على النِسب، علّ الحكومة تبصر النور.

وقد تمسّك الحريري بالرئيس برّي مُفاوضاً بالواسطة مع الحزب، لأن الاول يعلم بأن الظرف حالياً ليس مناسباً لمواجهة شروط الحزب، أضف الى أن الرئيس الحريري ليس من مدرسة سياسية تعتمد على المواجهات والشروط المُضاضة.

وبالمقابل، اشترط جبران باسيل توزيره شخصياً، بحجة أن الحكومة ستكون برئاسة سعد الحريري، “غير الاختصاصي”، وبالتالي سقطت عن الحكومة العتيدة صفة “حكومة الاختصاصيين” غير الحزبيين.

ونتيجة لذلك، أجّل رئيس الجمهورية الاستشارات اسبوعاً، علّ خلاله، يتمكن “الصهر” من فرض شروطه التوزيرية.

أما وليد جنبلاط فقد حصل على ما يريده، بعد أن رفع السقف إعلامياً، إلا أنه كان يسير بالتوازي مع مفاوضات التشكيل (ومن ضمنها التكليف)، محتفظاً بحصة وزارية، قد تكون وزارة “وازنة”، كالتربية أو غيرها.

القوات، بدورهم، وجدوا انه من مصلحتهم عدم الدخول في كل ما يحصل، متراجعين عن كل “معارك” التكليف والتشكيل، لأسباب شرحها سمير جعجع، إلا أنها لم تُقنع أحداً من “طبّاخي” الحكومة.

وبالعودة الى حزب الله، فإنه يراقب من بعيد ويستمتع بتحميل الجميع، ما عداه، مسؤولية التأجيل والتأزم الحاصل.

خصوصاً وأن الرأي العام قد تمّ توجيهه نحو تحميل “الثنائي المسيحي” مسؤولية عرقلة جهود الرئيس الحريري بالتشكيل، وما قبلها، أي بالتكليف، وبأن هذا “الثنائي” تحديداً، هو من يتحمل مسؤولية “تطيير” فرصة تشكيل حكومة انقاذية، إسعافية، .. وقد تكون أشبه بالخيالية!

فمن سيخرج من كل هذه المعارك منتصراً؟ الوطن؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: