نظّمت كلية العلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف لقاءً خاصًا حول كتاب الدكتورة جانيت رزق بعنوان: "المسيحيّون ومطابعهم في بيروت (1850–1920): دورهم في نشر الثقافة الدينيّة وتعزيز اللغة العربيّة"، وذلك يوم الجمعة 21 تشرين الثاني 2025، بمشاركة نخبة من الشخصيات الأكاديمية والكنسية والثقافية.
افتُتح اللقاء بكلمة تمهيدية أبرزت الدور المحوري الذي أدّته المطابع المسيحية في بيروت خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، باعتبارها فضاءات ضوئية نشرت المعرفة وحرّكت النهضة العربية عبر النصوص الدينية، والكتب التعليمية، والصحافة، والأدب، والعلوم، لتصبح بذلك ركيزة في تشكيل الهوية الثقافية للمشرق.
وشدّدت الكلمات على أنّ الكتاب يشكّل أكثر من دراسة تاريخية، فهو فعل إيمان وثقافة، وذاكرة حيّة تعيد إبراز أثر الكلمة المطبوعة في بناء المجتمع اللبناني وتفعيل الحوار بين الإيمان والعقل، وفي ترسيخ الحضور المسيحي في الشرق ضمن رسالة منفتحة وإنسانية.
وتوالت خلال اللقاء كلمات تقديمية لكلّ من:
البروفسور جرجورة حردان الذي توقّف عند البعد البحثي والوطني في الكتاب.
المتروبوليت سليم بسترس الذي شدّد على دور المطابع في تجسيد التراث المسيحي المشرقي.
الأب سليم دكّاش اليسوعي الذي تناول العلاقة بين الطباعة والحركة الثقافية الشاملة في لبنان.
واختُتم اللقاء بكلمة للدكتورة جانيت رزق التي عرضت الخلفيات البحثية لعملها، مؤكدة أنّ المطابع المسيحية لم تكن مجرد مؤسسات تقنية، بل منابر نقلت الكلمة الحيّة إلى الناس، وأسهمت في صنع نهضة فكرية وروحية ما يزال صداها حاضرًا حتى اليوم.
وفي الختام، دُعي الحضور إلى المشاركة في توقيع الكتاب في احتفالٍ جمعي احتفاءً بهذا العمل الأكاديمي والثقافي اللافت.