مع طي صفحة الإستحقاق الإنتخابي تمهيداً لمتابعة مسارات مفصلية أخرى تبدأ بانتخاب رئيس المجلس النيابي وصولاً الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبينهما تسمية رئيس مكلّف لتشكيل الحكومة ثم تأليفها، وبعد انقشاع الغبار عن ساحات المعارك السياسية في أكثر من منطقة مع ما حملته هذه الإنتخابات من مفاجآت ونكسات، بات لزاماً الإقرار بمعادلة أفرزتها التعقيدات والتوازنات اللبنانية المعروفة وهي تتخلص ب" رابحين بالشكل وخاسرين بالمضمون".في تفصيل هذه المعادلة التي لا لبس فيها، اذا أجرينا قراءة متأنية للنتائج غير المحسومة بعد بشكل نهائي وكلي، فقد حافظ فريق الممانعة الممثّل بالثنائي الشيعي حركة أمل- حزب الله على مقاعده ال ٢٧ داخل المجلس، ما أمّن له الإستحواذ على مجمل التمثيل الشيعي في البرلمان، لكنه بالمقابل خسر مواقع وازنة لحلفائه، وفي مقدمهم التيار الوطني الحر مع تراجع عدد مقاعد هذا الأخير في المجلس النيابي المنتخب، من دون أن نغفل السقوط المدوّي لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال إرسلان ومعه رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الذي عبّر عن مرارة الخسارة بالقول في تغريدة له " آسف لعملية الغدر التي تعرضنا لها...".
والخسارة المرة تنسحب أيضاً على رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي السابق أسعد حردان ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي.
لا شك أن علامات فارقة طبعت وإن بصعوبة مسار هذه الإنتخابات، مخالفة التوقعات في الكثير من الدوائر الإنتخابية، وعلى الرغم من التراجع النسبي للإقتراع على نحوٍ معبّر (٤١ في المئة مقابل ٤٩ في العام ٢٠١٨) الا أن مبدأ الربح والخسارة سيُنظر اليه من زاوية الرؤية لدى كل فريق، لكن الثابت أنه اذا اجتمعت الإرادة مع القدرة " أكيد فينا....".