جدلية ١١ ايلول... وحقائق لا تنسى

121-151833-iconic-images-9-11-unforgettable-4

في واشنطن ضجيج وضغوط صاخبة تُمارس على الرئيس جو بايدن بموضوع زيارته للمملكة العربية السعودية خلال هذا الشهر في إطار جولة تشمل إسرائيل.لوبي "ضحايا ١١ ايلول" يطالبون الرئيس الأميركي بمساءلة الرياض عن أحداث ١١ أيلول للمطالبة بتعويضات لذوي الضحايا.كما أن البعض في الداخل الأميركي يعتبر زيارة الرياض ومصافحة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تراجعاً من إدارة الديمقراطيين عن وعود بايدن الانتخابية بمعاقبة المملكة وولي عهدها عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقحي .إدارة الرئيس بايدن واقعة بين نارين: نار تنامي تأثير الدور السعودي إقليمياً ودولياً خصوصاً في موضوع الطاقة وأسعارها وإنتاجها، والحاجة الماسة الى السعودية والخليج في هذه المرحلة الدقيقة من الصراع الروسي الغربي، ونار تنامي وتطور العلاقات السعودية- الصينية والسعودية- الروسية، وضرورة أن تقف واشنطن في وجهه لتعيد جذب الخليج والسعوديين بالطليعة، لأن واشنطن قلقة من هذا التقارب ومن الخطوات المتقدمة التي سُجّلت في مجالات التبادل التجاري، وتزويد السعودية الصين بالنفط والتعاون في المجالين العسكري والنووي.o

وبين النارين أعلاه، الضغط الداخلي على خلفية وعود بايدن الانتخابية بالاقتصاص من الرياض وعزل المملكة ومعاقبتها.ما يمكن استخلاصه أن إدارة بايدن والرئيس نفسه غاليا في إغداق وعود إنتخابية لم يعد من السهل الإيفاء بها منذ ٢٤ شباط الماضي، تاريخ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وتبدل الحسابات والتوازنات والتحالفات الإقليمية كما الدولية، فقد تسلقوا الشجرة ولم يعودوا قادرين بسهولة على النزول منها.وللتذكير، فإن الولايات المتحدة هي التي منعت المملكة العربية السعودية والكويت ودول عربية أخرى من شراء صواريخ "ستينجر" لتمنحها في المقابل لمجاهدي القاعدة وطالبان في أفغانستان الذين عادوا وانقلبوا على واشنطن ومصالحها في المنطقة.و قبل بروز ظاهرة الإرهاب، كان عمر عبد الرحمن قائد الجهاد الإسلامي في مصر مقيماً في الولايات المتحدة وقد رفضت واشنطن آنذاك تسليمه للسلطات المصرية.وأوسامة بن لادن نفسه الذي تبنى وتنظيمه هجمات ١١ أيلول كان منسقاً إمنياً بين الاستخبارات الأميركية والاستخبارات السعودية،وبالتالي فإن ما يُطالب به ذوو ضحايا ١١ أيلول من الرياض جدير بأن يُطلب من البيت الأبيض أولاً قبل أية جهة أخرى.كما حري بالإدارات الاميركية المتعاقبة منذ الرئيس باراك أوباما أن تسأل عن مصير ملفات الإرهاب الإيراني في المنطقة والعالم وضد المصالح والجنود والصحافيين والمواطنين الأميركيين وقد بقيت جرائمهم من دون حساب، ولا تزال طهران تمارس إرهابها على الجنود الأميركيين في عين الأسد ودير الزور ومناطق العراق وسواها حيث ثمة تواجد للجيش الأميركي في الإقليم .

ليس من مصلحة البيت الأبيض الدخول في تعقيدات جديدة مع الرياض خصوصاً وأن قطار العلاقات السعودية- الصينية- الروسية سائر بانتظام وقد يكون فات واشنطن في العديد من محطاته.لذا فإن جدلية ١١ أيلول وتبعاتها لن تأتي الا بالمزيد من التشنجات والابتعاد والجفاء في لحظة أحوج ما تكون فيها واشنطن والغرب عموماً الى اليد السعودية والخليجية للمساعدة والإسناد .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: