التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، في حضور النائبين ملحم رياشي وجورج عقيص، رئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان والأمين المساعد لشؤون الانتشار النائب السابق عماد واكيم.
عقب اللقاء الذي استغرق ساعة من الوقت، وضع بو حبيب الزيارة في اطار التشاور في كل القضايا الخارجية للبنان، ولا سيما ضرورة الاطلاع على آراء الأحزاب والقيادات المسيحية والاسلامية.
واشار الى ان الاجتماع تمحور حول قضية النازحين او اللاجئين على أمل ان ننجح في اعادتهم الى بلادهم بكرامة وآمان، باعتبار اننا لا نريد ان يعود أحد منهم “غصبا عنه”. واذ لفت الى ان الخلاف قائم مع الأوروبيين الذين يَبغون ابقاءهم في لبنان من دون حوار معنا، وتمنى بو حبيب بدء الحوار في هذا السياق في اسرع وقت.
عن وجود استهتار في متابعة ملف النزوح من قبل الحكومة اللبنانية، اعتبر بو حبيب انه “لا يشارك كل الوزراء في الجلسات الحكومية، كما تعلمون، ولو انه لا خلافات داخلية بينهم، في ظل وجود قرار من رئيس الحكومة بمتابعة كل وزير مع نظيره السوري، في حال كان هناك اتصالات بينهما، ونحن نتبّع هذه الطريقة اذ نراها الأفضل”.
كذلك رأى بو حبيب ان “مسألة النزوح لا تحلّ في سوريا، بل تحتاج الى المجتمع الدولي الذي يتشكّل بمعظمه من الأوروبيين الذين من المفترض التعاون معنا لمعالجتها بشكل جذري”.
وعن امكانية مشاركته في الوفد الحكومي الى سوريا، أجاب: “سأزور سوريا كوزير للخارجية اللبنانية، وقرار تشكيل اللجنة يعود الى رئيس الحكومة، ولا سيما انها شُكلت في غيابي باعتبار انني لا أحضر الجلسات الوزارية”.
ردا على سؤال، وصف بو حبيب زيارته الى معراب بالإيجابية، مشيرا الى انها لم تُنَسّق مع الرئيس نجيب ميقاتي.
من جهة أخرى، التقى جعجع في معراب وفداً من “جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية”، ترأسه على أبو دهن وضم جوزف هلّيط وريمون بوبان، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان، عن الجهاز مارك سعد، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والاسرى شربل ابي عقل ورئيس مكتب الأسرى في “الحزب” ريمون سويدان.
بعد أن رحّب جعجع بالضيوف، لفت إلى أنه تم التداول في موضوع “المؤسسة المستقلة” التي قررت الجمعية العامة للامم المتحدة تشكيلها بغية كشف مصير المفقودين في السجون السورية.
وقال: “من لا يعرف السجون السورية (بكون مرق على الدني وفاتتوا اشيا كتيرة مهمة وكبيرة)، ففي هذه السجون الداخل مفقود والخارج مولود وهو عالم قائم بحد ذاته يتضمّن الآلاف وعشرات الآلآف من الناس الذين لا نعرف لماذا سُجنوا وفي حال (خلّصو كيف خلّصو)”.
ووصف قرار انشاء هذه المؤسسة المستقلة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ”القرار التاريخي، مشيراً إلى أنها ستضع خلال 60 يوما المراسيم التنفيذية والتطبيقية وآلية العمل.
وتابع جعجع: “من هذا المنطلق، نشطت جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية” في تصويب الامور وادخال ملف المفقودين اللبنانيين في اطار عمل “المؤسسة المستقلة”. وتتعاون هذه الجمعية مع كل الادارات المعنية في “القوات اللبنانية” ومع عدد من المراجع الحقوقية بغية تنظيم المذكرات المطلوبة وإرسالها الى الأمم المتحدة، كي تُعنى بكل المفقودين في سوريا، في اي وقت كان، و”نقطة على السطر” وليس فقط لهؤلاء الذين فُقدوا في الحرب السورية”.
وتمنى جعجع النجاح لهذه الجمعية في عملها، مؤكداً أن القوات ستسخّر كل امكانياتها في تصرفها بهدف إيصال صوتها وصوتنا وصوت كل لبنان الى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش كي تحقق المؤسسة المستقلة هدفها.
بدوره، كشف أبو دهن عن أن جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية، قد وجّهت رسالة مهمة لأمين عام الأمم المتحدة، شكرت في خلالها الدول الـ83 التي صوتت على هذا القرار.
وأسف لعدم تصويت لبنان عليه، موضحاً: أن هدف هذه الرسالة يكمن في توجيه توصية الى الدول الأعضاء ليشمل القرار الأساسي كلَّ المعتقلين، اي من دون ذكر تاريخ الاعتقال كما عدم تحديد الجنسية، فبهذه الطريقة يكون القرار قد شمل المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.
وتمنى أبو دهن الموافقة على هذه التوصية، ورأى أنها ستساهم في الوصول الى هدفنا المنشود الذي نتعاون في تحقيقه مع نواب وجمعيات عديدة، مشدداً على أنها النقطة الوحيدة التي من خلالها يمكن معرفة مصير المعتقلين وبالتالي تحريرهم.