في معراب، كانت جولة مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، في عناوين وتفاصيل المشهد السياسي الوطني العام، والمسيحي الخاص، في خضمّ الفراغ الرئاسي الذي يظلِّل الحياة اليومية للمؤسسات، كما لكل اللبنانيين الذين يكادون يُجمعون على معادلة الإستقرار قبل أي شيءٍ، والذي لا يتأمن إلاّ من خلال احترام الثوابت الدستورية والسياسية في الإستحقاق الأول اليوم على الساحة الداخلية وهو انتخاب رئيس للجمهورية، ينهي الفراغ السياسي كما المؤسساتي، ويعيد إطلاق عجلة الإقتصاد ويُخرج لبنان من أزمته التي يغرق فيها منذ سنوات.
جريمة بشري لم تغب عن أسئلة الحاضرين، لكن الحكيم، تريّث في الحديث عنها أو التطرّق إلى ظروفها وتداعياتها، وشدّد على انتظار نتائج التحقيقات التي يجريها الجيش والقضاء. كما أنه دعا إلى مقاربة الواقع اليوم بجدية بعيداً عن كل حملات الإحباط التي دأب عليها البعض، والتي لا تخدم إلاّ أعداء اللبنانيين، والمسيحيين على وجه الخصوص، علماً أن الأرقام تتحدث عن هجرة في كل الطوائف وليس فقط لدى المسيحيين.
ويؤكد جعجع أن المجتمع المسيحي صامدٌ على ثوابت السيادة والحرية، ولا يرضى التراجع أو التنازل أمام الأزمات والفراغات والتهديد بالهيمنة على المراكز القيادية المسيحية، فالتهويل برأيه في الترويج والتسويق بتراجع الوجود المسيحي وخسارة الطائفة للمواقع القيادية في الدولة غير دقيق، لأن هذه المعادلة تنسحب أيضاً على المسلمين، ذلك أن نسبة الشغور في المواقع المخصّصة للمسلمين تتجاوز نسبة الشغور في المواقع المسيحية.
ووفق رئيس "القوات"، فإن المطلوب اليوم هو عدم الإستخفاف بالحقوق التي كرّسها اتفاق الطائف وبالوجود والدور اللذين كرّسهما التاريخ، فقوة المسيحيين هي بيدهم وليست منّةً من أحد سواء في الداخل أو في الخارج، ولذا، يتمسكون بهذه الحقوق ولا يخافون أبداً من التهويلات والتهديدات بتراجع دورهم السياسي والثقافي والتربوي والمالي والإقتصادي والسياحي والإنمائي. وبالتالي، يوضح أن المقاومة السياسية اليوم، تتجاوز المقاومة التي خاضتها "القوات" خلال الحرب، خصوصاً وأن المقاومة لا تكون دائماً بالسلاح.
جرعةٌ من المعنويات القوية والثبات على الموقف والمبادىء رغم كل التحديات والمؤامرات المحلية والدولية والإقليمية، كانت واضحة في خطاب جعجع، الذي تحدث صراحةً عن التعاون مع المملكة العربية السعودية في وجه المخطّط الفرنسي من قبل "أمنا الحنون" فرنسا، التي تتفق مع "حزب الله" ضد المعارضة والمسيحيين و"القوات اللبنانية.
