أطلّ رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع على المؤتمر السنوي لمقاطعة الولايات المتحدة في الحزب عبر تطبيق "Zoom"، داعياً جميع المغتربين إلى التهافت لتسجيل أسمائهم للانتخابات المقبلة بكثافة، وإلى الصلاة على مسؤوليته من الآن "مرّة أبانا ومرّة سلام" على روح المقاعد الستة، لأنه يمكنهم أن ينسوا هذه المسألة تمامًا، إذ لن يكون هناك ستة مقاعد للمغتربين، فهذه المسألة انتهت ولن تُعتمد.
وقال: "تأكدوا تمامًا—ولا داعي لأيّ شكّ—أن الانتخابات النيابية حاصلة في موعدها. هناك نقطة واحدة فقط لا تزال غير محسومة ويدور حولها صراع كبير، وهي: هل سيقترع المغتربون من أماكن إقامتهم في الخارج أم عليهم المجيء إلى لبنان للمشاركة في العملية الانتخابية".
وشدد جعجع على أننا "نُصرّ على أن يقترع المغتربون حيث هم في بلدان الانتشار، وهذا ما نعمل من أجله، ولهذا السبب تقدّمنا باقتراح القانون المعجل المكرر في مجلس النواب، والذي نجحنا في جمع تواقيع سبعة وستين نائبًا عليه، أي أغلبية المجلس النيابي. وهذا أيضاً ما نعمل من أجله في مجلس الوزراء، وقد تقدّمنا بمشروع قانون معجّل رسميًا للأمانة العامة لمجلس الوزراء من خلال وزير الخارجية. هذه هي النقطة الوحيدة العالقة حاليًا في قانون الانتخاب".
أمّا بالنسبة إلى تسجيل المغتربين أسماءهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة، فقد أصرّ جعجع على أنه "بالتأكيد يجب أن تتسجّلوا، بل وبكثافة أيضًا. شباب وصبايا، أرجوكم، اسمعوني جيدًا ولا تصغوا لأي كلام آخر: تسجّلوا. لأنّه إذا نجحنا بما نقوم به عندها ستتمكنون من التصويت في بلدان الانتشار، فتكونون حينها جاهزين للمشاركة من هناك. أمّا إن لم تُجرِ الحكومة الانتخابات في الخارج، فبـ"كبسة زرّ" واحدة تُنقل أسماؤكم تلقائيًا إلى الداخل، وفي هذه الحال، إقدامكم على تسجيل أسمائكم لن يمنعكم أبدًا من المشاركة في الانتخابات النيابية في الداخل".
ودعا جعجع المغتربين كي يكونوا على أهبة الاستعداد، في حال، لا سمح الله، لم تثمر الجهود المبذولة للسماح لهم بالمشاركة في العملية الانتخابية من أماكن إقامتهم في الخارج، "وهذا هو الاحتمال الأسوأ بالنسبة إلينا. يجب أن نكون مستعدين تمامًا، تمامًا كما اجتمعنا اليوم في هذا المؤتمر، لنُعبّئ الجالية بكاملها وندفع جميع المغتربين للمشاركة في الانتخابات النيابية في الداخل، فليس بيننا من لا يستطيع شراء تذكرة سفر ليأتي إلى لبنان ولو لمدّة أربع وعشرين ساعة فقط، فيُدلي بصوته".
وتابع جعجع: "هذا هو أسوأ احتمال بالنسبة لنا، ولكن يجب أن نكون جاهزين له دائمًا. علينا أن نستعد للأسوأ إن لم نتمكّن، لا سمح الله، من إنجاز الأفضل. وهذا الاحتمال يعني ببساطة: "إنّو تشرفونا، أول شي منربحكم ومنربح شوفتكم ولو 24 ساعة"، فتدلون بأصواتكم هنا في لبنان، لنضع إصبعنا في أعينهم ونقول لهم: "قمتم بكلّ شيء لمنع المغتربين من التصويت، لكنّكم فشلتم، وها هم المغتربون أتوا إلى لبنان وأدلوا بأصواتهم". وطالب جعجع الحاضرين في المؤتمر أن ينشروا هذه الرسالة بين جميع أفراد الجالية، وقال: "هناك من يعمل ليلًا نهارًا لمنعكم من التصويت. لذلك يجب أن نُريهم هذه المرة ولكل المرات أنّه، مهما فعلوا ومهما حاولوا عرقلتنا، وحتى لو نجحوا في تعطيل التصويت في الخارج، فسيجدونكم في النهاية تصوّتون في الداخل، وبذلك تكون جهودهم كلها قد ذهبت سدى".
وكان جعجع استهل كلمته بتوجيه تحية كبيرة لجميع الحاضرين في المؤتمر، وقال: "بالفعل أنا أنتظر هذا اللقاء من سنة إلى سنة، لأنّه لقاء مميّز ولقاء تاريخي؛ فهذا المؤتمر هو الذي أسس لكل مؤتمر آخر يُقام في بلاد الاغتراب. أريد أن أحيّيكم فردًا فردًا، لا مجاملة ولا شكلًا بروتوكوليًا، بل تحية نابعة من القلب، لأنّي أعرف وأقدّر تمامًا كم هو صعب على الإنسان في الولايات المتحدة، وفي بلاد الاغتراب عمومًا أن يترك عائلته وعمله للمشاركة في الأنشطة الحزبية. من الممكن أن يكون يوم الجمعة آخر أيام الأسبوع العملي عندكم، ولا تملكون من وقت الفراغ إلّا السبت والأحد، هذا إذا لم يطرأ ظرف ما يعطّل العطلة أو يقصّرها؛ أي مبدئيًا ليس لديكم سوى يومين كعطلة، ومع ذلك تتركون كل شيء لتأتوا وتشاركوا في المؤتمر، كي تستمروا في المساهمة كما تستمرّون في بناء وطن جديد لكم ولأولادكم. تحية صادقة لكل واحد منكم، لكل شابة وشاب، لكل رجل وامرأة تركوا عملهم وبيوتهم وعطلتهم ليشاركوا ويساهموا في هذا المؤتمر".
وأشار جعجع إلى أنه "ربما يظنّ البعض منكم أنّهم يشاركون في مؤتمر عادي. لكنّني أريدكم أن تضعوا كل خطوة تقومون بها ضمن أنشطة الحزب—سواء كان هذا المؤتمر أو اجتماعًا أو مظاهرة صغيرة أو عريضة توقّعونها—في الإطار الشامل الكبير. فأنتم اليوم تعتقدون أن ما تقومون به مجرّد مؤتمر، أليس كذلك؟ ولكن أضيفوه إلى مختلف الأنشطة التي تحصل في بلاد الاغتراب كافة، وفي مناطق لبنان كلها، في هذه اللحظة بالذات التي نجتمع فيها، لتقدّروا جيدًا موقع هذا المؤتمر بين الأنشطة التي تقوم بها القوّات. فمجموع هذه الخطوات الصغيرة هو الذي يجعل القوّات كبيرة. أريد منكم أن تحافظوا على هذا الالتزام وهذه الإرادة لتستمرّوا بالخطوات الصغيرة، لأنّه بفضل الخطوات الصغيرة تتحقق النتائج الكبيرة".
وتوجّه جعجع بشكر خاص للسيد جهاد القارح، وقال: "أنا للأسف لا أعرفه شخصيًا، لكن تمّ إبلاغي بكل ما قام به لإنجاح هذا المؤتمر. السيّد جهاد القارح، إن كنت حاضرًا معنا، أشكرك على كلّ ما فعلت، ويعطيك مئة ألف عافية، والله يكثر من أمثالك".