جلسة “مريبة” لمجلس الوزراء بالتوقيت والمضمون…فما السبب؟!

مجلس الوزراء

تنعقد جلسة وزراية اليوم بالتزامن مع الجلسة النيابية التي كانت مقرّرة سابقاً، وبالرغم من أن مشاريع القوانين المطروحة ضرورية وملحّة، إلا أن الملف الأبرز الذي بقيَ تحت المجهر هو ملف التمديد لقائد الجيش، مع الحفاظ على الطرق “المراعية” لمصالح البعض، فلماذا إعتبر بعض النواب جلسة مجلس الوزراء بالتزامن مع الجلسة التشريعية “مثيرة للريبة”؟

تجيب مصادر ل LebTalks على هذا السؤال بالقول إن هذه الجلسة إعتُبرت “مثيرة للريبة” لجملة اعتبارات، أولها عملية رمي الكرة من مجلس النواب باتجاه مجلس الوزراء، ما يُعتبَر توزيع أدوار بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.

في التفاصيل، تشير المصادر إلى أن “الرئيس برّي يعلم جيداً أنه إذا حصل قائد الجيش جوزاف عون على حوالي ثمانين صوتاً من النواب، فهذا يعني أنه سيكون مرشحاً قوياً لرئاسة الجمهورية، وأن وصوله قد يكون له فرصة كبيرة، أما في حال تم التمديد له في مجلس الوزراء فقد يكون هناك تأخير تسريح مدة ستة أشهر، ومن المرجح أن يُقدّم وزير الدفاع على أثره طعناً بقرار الحكومة أمام مجلس الشورى الدولة، علماً أنه إذا لم يُقدّم الطعن تكون الطريق في كلتي الحالتين قد قُطعت أمام قائد الجيش للوصول إلى سدّة الرئاسة، حتى لو نال نسبة كبيرة من الأصوات”.

وفي هذا السياق، تعتبر المصادر أن توزيع الأدوار بهذا الشكل غير العلني يجعل من الجلسة مثيرة للريبة وبالتالي، فإن توافقاً ضمنياً قد حصل بين الرئيسين بري ميقاتي يؤكد أن “حزب الله” ليس بعيداً عن هذه التركيبة ولا بعض القيادات السياسية”.

وفي الإطار ذاته، يشير الكاتب والمحلّل السياسي طوني بولس في حديث لموقعنا إلى أن “هناك محاولة لخديعة ما من أجل العمل على تطيير التمديد لقائد الجيش، خصوصاً مع اتفاق كل من التيار الوطني الحر والرئيسين ميقاتي وبرّي على فكرة أن يحصل التمديد عبر الحكومة كي يتم الطعن بالقرار وبالتالي تجميده، إضافة إلى إدراج الرئيس برّي لبند التمديد في آخر جدول الأعمال، وهي خطوة مشكوك بأمرها أيضاً، وتظهر أن هناك ضغوطات تحصل تجاه هذا الأمر خصوصاً من الخارج كي يبقى هناك قيادة للجيش من أجل العمل على تطبيق قرار 1701، وهذا ما يجعل فريق حزب الله يتقاسم ويتبادل الأدوار من أجل الضغط على المجتمع الدولي للحصول على ضمانات أو التزامات حول تطبيق قرار 1701 ولتفكيك سلطة الجيش”، معتبراً أن ما يفعله حزب الله هي “حرب ابتزاز”.

بولس يضيف أن “حديث رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالأمس “خاضع” لأجندة حزب الله وضمن الأدوار المعطاة له، لأن هذا التهجّم على قيادة الجيش واتهامها بأنها خاضعة للخارج وكأنه يصنّف مؤسسة الجيش اللبناني بفيلق خارجي، علماً أن الجيش متوازن داخلياً، فالمحاولات هذه لتخوين قائد الجيش هي ضمن أجندة حزب الله، إضافة إلى أجندة باسيل لضرب المؤسسات الوطنية كافة، لا سيما الشخصيات المارونية القويّة التي يعتبر باسيل أنها قد تنافسه، لذلك فهو يحاول تشويه صورة كل شخصية مارونية قويّة وفاعلة في البلد”.

المشهد بات واضحاً كما كان من الأساس، إلا أن ما يحصل “تحت الطاولة” لم يعد سرّاً بل يُجاهَر به على العلن من دون أية اعتبارات لمصالح البلد الوطنية والأمنية، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها، ويبقى الانتظار سيد الموقف إلى حين اتخاذ “المسؤولين” القرارات اللازمة والضرورية!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: