“من ضمن النقاشات التي تحصل ومن ضمن الاستراتيجية الدفاعية طرح “أحد الأصدقاء” في لقاء خاص جمع “كوادر إسلامية” بدل ما نروح على جيش بقائد للجيش بكون في شي متل ما بصير بكل العالم قيادة أركان ومن ضمن قيادة الأركان “وحدة الصواريخ” تسلّم لحزب الله بمعنى اذا صارت وحدة الصواريخ جزء من الدولة مثلا …الفكرة هيي إنت يا خيي صرت جزء من هذه الدولة والقرار فيها وانت مستلم أهم وحدة في القوة الدفاعية حتى تواجه أي إعتداء اسرائيلي وبتصير بدل ما تطلق الصواريخ لوحدك بتصير عم “تتقن” جزء من قرار الدولة …وهذا تفكير للمرحلة المقبلة.”
الكاتب قاسم قصير في 27 شباط 2024
لم ينزل كلام الناطق غير الرسمي لحزب الله على اللبنانيين المؤمنين بسيادة لبنان بردا وسلاما كما انه من المفترض مبدئيا ان لا يعجب كلامه ومضمونه من حاول احتكار حب الجيش والدفاع عن هيبته ودوره لعشرات السنين كذلك كان من المفترض أن يثير كلام المقرّب من حزب الله حفيظة من دأب أيضا منذ عشرات السنين على “التنطح” بالدفاع عن حقوق المسيحيين ومواقعهم في الدولة.
للأسف لقد تلاقى كلام قصير عن اضعاف دور الجيش وتحديده في إطار ضيق وإلغاء موقع قائد الجيش المسيحي مع ما نقل عن وزير الدفاع الوطني اللبناني العميد موريس سليم من كلام عن “ان تدني رواتب العسكريين مما يجعلهم غير “جاهزين وغير متفرغين” للقيام بدورهم في “الدفاع والقتال” ليُفهَم كلامه مسّاً بالروح المعنوية للعسكريين وبهيبتهم وبرسالة الجندي وبشعار الجيش اللبناني “شرف تضحية وفاء” وتضحيات الشهداء البعيدة كل البعد عن أي مصلحة مادّيّة او “ارتزاق” واسترزاق …ويلتقي كلام “الوصيّ” على مؤسسة الجيش مع كل المحاولات والارتكابات السابقة والحالية لتغليب حزب السلاح غير الشرعي على كل ما هو شرعي قانوني ودستوري وليعطي الحجة والذريعة والمخرج لمن يحتكر قرار السلم والحرب في الداخل اللبناني وعلى الحدود وفي الخارج… من مثل ما روّج له الكاتب قصير لتشريع رسمي وقانوني لنموذج الحشد الشعبي العراقي في الجيش اللبناني وعلى الأرض اللبنانية.
للأسف البالغ أيضا ان ما سعى ويسعى اليه حزب الله من تقويض للسيادة واضعاف للمؤسسة السيادية المتبقية لقي تساهلا وتسهيلا مِن مَن يُفترض ان يكون حريصا ومدافعا شرسا عن الجيش اللبناني وحصرية دوره ودور “بندقيته” في الدفاع عن السيادة من منتهكيها من الداخل والخارج ، ففي 21 نيسان 2010 وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط وبتماهي مع ما روّج له الكاتب المقرّب من حزب الله وتلاقي مع ما ورد على لسان وزير الدفاع الوطني قال قائد الجيش السابق العماد ميشال عون :“لا يمكن نزع سلاح المقاومة، لأنه ليس لدى لبنان حاليا بديل عن هذا السلاح. يقال إن الجيش اللبناني هو البديل، ولكن أنا أؤكد لكم أن الجيش اللبناني غير جاهز حاليا للوقوف في وجه اعتداء إسرائيلي محتمل ضد الأراضي اللبنانية، وإنما بإمكانه فقط كبح المشكلات الداخلية والوقوف في وجه المجموعات المسلحة الموجودة في المخيمات الفلسطينية. وبالمقابل نجد مقاومة حزب الله قادرة تماما على الوقوف في وجه إسرائيل”
حبّذا لو ينسحب موقف الحليف المسيحي- في “تفاهم مار مخايل”- الجديد المبدئي السيادي حول وحدة الساحات وعدم توريط لبنان واللبنانيين في الحرب على ما تبّقى من أمور سيادية جوهرية من شأنها ان تجنّب لبنان واللبنانيين ومؤسساته ما ورد في طيّات مضامين الأحاديث الثلاثة الآنفة الذكر.