جنبلاط الفاشل شعبوياً ... فائز بالسياسة؟

IMG-20220812-WA0001

شكلت إنعطافة رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، مدخلاً لسيل من التكهنات والغرق في التحليلات والإستنتاجات كلٌّ على ليلاه، فما هي تلك الظروف "العظيمة" التي تُجبِر زعيم المختارة بسلك طريق معاكس بعد "خطر الحصار"، الذي واجهه خلال الانتخابات النيابية الماضية من الطرف نفسه، الذي سعى ويسعى للحوار معه اليوم؟ يسأل الكثيرون، وعلى هذا السؤال تجيب مصادر مواكبة لمسار الأحداث عبر موقع LebTalks قائلة :" بطبيعة الحال لم يكن وليد جنبلاط يبحث عن الشعبوية في قراره هذا، بل على العكس فقد كان على دراية تامة بعدم تلقّف مناصريه هذا القرار بصدر رحب، إلا أنها ليست المرة الأولى التي يسعى فيها جنبلاط لتنظيم الخلاف مع حزب الله، محاولاً إستدراك أي صراع أو أزمة أو استفزاز، يمكنه أن يؤثر على استقرار الجبل وأمنه، خصوصا مع تردّي الأوضاع على الأصعدة كافة، وانطلاقا من هذه الخلفية داخليا سعى جنبلاط لعقد حوار بناء بعناوين متشعّبة، أولها تنظيم الخلاف وثانيها الحفاظ على الاستقرار، مع البقاء واضحا مع حزب الله في الملفات الرئيسية، أهمها تغطيتهم للفساد والارتكابات تحديدا مع حليفهم "التيار الوطني الحر" في ملفات عدة، أهمها وأكبرها ملف الكهرباء الذي يشكل نصف الدين العام من دون توفر الكهرباء، وغيرها الكثير من الملفات الأساسية التي يختلف "التقدمي" وحزب الله عليها، إلا أن مسعى جنبلاط كان لتمتين الحوار والوصول إلى نقاط مشتركة، لأن الوضعين المعيشي والإقتصادي للمواطن اللبناني لا يحتملان لا حرباً كلامية داخليا، ولا حرباً فعلية خارجياً".

على صعيد آخر، تؤكد مصادر مقرّبة من قصر المختارة لموقع LebTalks أن جنبلاط ثابت على مواقفه السيادية والوطنية، وهذا اللقاء لا يفسد في المبادئ والثوابت أي قضية، خصوصا في العلاقات العربية مع المختارة والتمسّك بالقضية الفلسطينية، وأي تباين مع أي طرف كان خصوصا مع حزب "القوات اللبنانية" سيصل إلى خواتيمه، وهذا ما يحاول فعله جنبلاط من خلال اللقاءات للوصول إلى حلول سياسية للمشكلات كافة، التي يعاني منها لبنان خصوصا الداخلية منها في هذه المرحلة".

وأخيرا رأى جنبلاط أن الظروف تتطلّب اتخاذ خطوة للأمام باتجاه حزب الله، من منطلق تنظيم الوضع في لبنان، تفادياً لما قد يجري من تصعيد إقليميّ، بإمكانه التأثير سلبا على الداخل اللبناني، إذا ما كانت الأرضية اللبنانية تسمح لذلك، وهذا ما أكدته مصادر متطلعة قائلة" جنبلاط يعتبر بأنّ الحوار الوطني هو السبيل الوحيد الذي يمكنه إبعاد لبنان عن الأزمات المجاورة، والوصول إلى اتفاق على إسم رئاسي توافقي، والتحاور مع حزب الله والوصول معه إلى استراتيجية دفاعية، خصوصا وأن مسألة سلاح حزب الله ليست مسألة داخلية، ولا تأثير للداخل اللبناني على هكذا قرار، وهذا ما يحاول أن يقوم به حنبلاط باعتبار أن السياسة ليست جامدة، ولا يمكنها البقاء في مكان واحد، من أجل إبعاد البلد من على حافة الهاوية قبل الإرتطام الكبير".

ختاما، يبقى السؤال الأبرز، هل سيزيد هذا اللقاء وفق كل هذه المعطيات الشرخ بين "القوات" و"الإشتراكي"؟، أم أنه سيفتح الباب أكثر للحوار بين الأطراف المتبقية؟ الجواب رهن الأيام المقبلة!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: