يظهر جلياً أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يناور سياسياً بين بقاء تحالفه وصداقته العميقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبين عدم إغضاب المملكة العربية السعودية ودول الخليج، والذين يسيرون باتجاه المخاصمة مع الثنائي الشيعي، وفي هذا الإطار قيل كثيراً إنّ جنبلاط سيكون إلى جانب بري أي أنه سيقترع للنائب السابق سليمان فرنجية، وهذا ما كُتب في الإعلام وحصلت حوله استنتاجات عدة، ولكنّ الحقيقة الجارفة هي أنّ البعض يسعى إلى إحداث هوة عميقة بين القوى التي كانت تُسمّى سيادية وفرطها وهذا ما يحصل اليوم، إذ لا يُخفى على أحد وجود تباينات هائلة بين جنبلاط والقوات اللبنانية، ولكنّ المسألة لم تصل إلى حد القطيعة أو الخلاف بفعل “ضابط الإيقاع” السعودي الذي تربطه علاقات متينة بجنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، فبعد زيارة عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل بو فاعور إلى الرياض موفداً من جنبلاط، عاد الأخير وفق المعلومات المؤكدة بموقف واضح بأنّ السعودية لا تريد فرنجية رئيساً وهو مرشّح حزب الله، وعلى هذه الخلفية فهمَ جنبلاط الرسالة وسمّى قائد الجيش العماد جوزاف عون كأولوية بانتظار ما سيُسفر عنه اجتماع باريس الخُماسي ليُبنى على الشيء مقتضاه، بمعنى أنّ جنبلاط “لا معلّق ولا مطلّق” حتى الآن، وهذا ما يمكن وصفه في السياسة ومن خلال حراكه السياسي.
