جنبلاط في الخط العازل بين الثنائي الشيعي والمعارضة…

جولات جنبلاط... قراءة ودلالات إنتخابية، وهذا ما يكشفه موقع "LebTalks"

كالعادة لم نفهم على رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ، في الامس بدا غير حاسم، ما بين تأييد مرشح المعارضة او مرشح الثنائي الشيعي، على الرغم من تطميناته" الصورية " التي كرّرها على مدى اشهر، بأنه سيسير بتأييد النائب المرشح ميشال معوض، ومن ثم تبدّل الموقف مع عدد من اللاءات، أولها لا لرئيس استفزازي ونعم لرئيس توافقي وسطي.
في الامس حاذر جنبلاط الدخول في صراع مع الثنائي، ذكّر بالتسوية التي طرحها لكنها ليست موجودة عند الكبار كما قال، هاجم جبران باسيل وسمير جعجع لانهما يضعان الفيتوهات على المرشحين، وعندما إتفقا اوصلا ميشال عون الى الرئاسة، ومن ثم عاد ليذكّر بأنّ حزب الله ليس عربياً لكن سليمان فرنجية عروبي، والنتيجة البحث عن مرشح تسوية مع برنامج اقتصادي اجتماعي وسياسي، وخارج المنظومة التي نعرفها، وهو سبق ان سمّى شبلي الملاط وتريسي شمعون وجهاد ازعور وصلاح حنين كمرشحي تسوية،اما الجديد الجنبلاطي فهو الإستعانة بالورقة البيضاء اذا لم يكن المرشح على خاطره، حتى ولو إتفق الفريقان المتنازعان على إسمه.
هذا المشهد يشير الى انّ رئيس " الاشتراكي" لم يعد بيضة القبان في كل إستحقاق، اذ كان يقلب الاوضاع رأساً على عقب، وبطريقة فجائية يجعل كل الافرقاء السياسيين يتقرّبون منه لغايات سياسية ومصالح خاصة، لكن كان دائماً " يقطفها" فيخرج منتصراً من اي ملف او قضية عالقة، وفي آخر الدقائق الحاسمة، لانه من اكثر السياسيين قدرةً على قراءة عناوين المرحلة الحالية والمقبلة، فهو ينسى فجأة الخصومة السياسية مع أي فريق، حتى لو حمل العداء له، فيعود أدراجه لينتفض على ذلك العداء الذي لا يدوم طويلاً، لانه يرفض العودة الى زمن التقوقع والشعارات الضيقة، كما يردّد دائماً بعد أي عملية إنفتاح فجائية على الخصم، لذا يعمل دائماً على تأسيس مرحلة جديدة مع الآخر، بحسب مصلحته السياسية.
قبل فترة قالها جنبلاط من منبر عين التينة: تخلينا عن معوض يعني تخليكم عن فرنجية، والافضل الابتعاد عن مرشح التحديّ"، اما اليوم فالجواب: " لا اعرف لمن أصوّت بدي استشير تيمور، يمكن نصوت ورقة بيضاء"، متناسياً الوعود خصوصاً انه كان سيُرجّح كفة مرشح المعارضة بأصوات "اللقاء الديموقراطي" الذين كانوا يوزعون التطمينات على كل المحاور "بأنهم ماضون بدعم معوض".
في الختام يبدو المشهد الرئاسي الجنبلاطي موزعاً كما يقول المثل الشائع:" إجر بالبور وإجر بالفلاحة"، لذا إستعدوا للمفاجآت في الدقائق الاخيرة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: