✒️كتب وجدي العريضي
عادت الأوضاع السياسية المتشنجة إلى الواجهة من جديد وذلك على ضوء عملية تأليف الحكومة الذي خرج عن روحية المبادرة الفرنسية وعادت حليمة لعادتها القديمة تأليفها ولحناً على خط المحاصصة وتناتش الحصص، والبارز في هذا الإطار الغمز واللمز من قبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على خلفية مطالبة بعض من لم يسموا الرئيس سعد الحريري في استشارات التكليف بمقاعد وزارية قاصداً التيار الوطني الحر لناحية دخوله بقوة على خط التأليف والنائب طلال أرسلان.
وبالتالي السؤال المطروح هل عاد الصراع إلى الجبل درزياً درزياً أو بين التيار البرتقالي والحزب التقدمي الإشتراكي؟ هنا ثمة معلومات بأن القيادات الدرزية تحرص على عدم إقحام الجبل في أي خلافات ولكن ثمة أجواء عن إستياء تعبر عنه الحلقة الضيقة لجنبلاط حيال ما يجري على خط التأليف وينتظر ما ستؤول إليه الأوضاع ليقول كلمته بينما وفي حال كانت الحكومة من 18 وزيراً فإن أرسلان سيصعد وسيعقد مؤتمراً صحافياً لهذه الغاية ما يعني أن الأمور يشوبها الكثير من التباينات والخلافات وأي إنفجار سياسي وارد على أكثر من خلفية في ظل النفور السائد بين هذه القوى.
أما على خط التيار الوطني الحر فإن هناك حرص أيضاً على عدم عودة الأمور إلى الوراء وتحديداً بعد حادثة البساتين ولكن التصعيد وارد وبالمقابل ثمة من هم مجندون لعدم الوصول إلى أي إنتكاسة جديدة وتحديداً من قبل النائب الدكتور فريد البستاني الذي يشارك في كل المناسبات الخاصة للحزب التقدمي الإشتراكي والجبل بشكل عام وتمسكه بثوابت كتلته وعلاقاته الجيدة مع رئيس الجمهورية ميشال عون وهو الذي لعب دور في تقليص المسافات بينه وبين جنبلاط في حين دوره الإصلاحي والتنموي وتنفيذ كل ما وعد به إنما يساعده على تقبله من الجميع حتى من روحية مبادىء الحراك لتناغمه وأهدافهم.
لذا يبقى أن الأجواء الراهنة تشي بكثير من الضبابية والأمور مرشحة لكل المفاجآت فجنبلاط وُعد من الحريري بمقعدين وزاريين وأرسلان مستاء منه لعدم التشاور معه قبل التكليف على غرار سواه والعلاقة بين الإشتراكي والبرتقالي منذ نشوءها لا كيمياء بين الطرفين فماذا بعد وإلى أين؟