تبدى بوضوح ومن خلال ما تطرق إليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال مقابلته المتلفزة الأخيرة، أنّه كسر الجرة بشكل نهائي مع العهد وتياره البرتقالي مع اقتراب نهاية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، لا سيما وأنّه وخلال هذه المقابلة وعبر المتابعين والمواكبين للحركة الجنبلاطية، فإنّ جنبلاط حاول أن يبني علاقة مع التيار الوطني الحر عبر حوار مشترك من أجل أمن الجبل واستقراره وأيضاً على الصعيد الوطني العام من خلال مناقشة مسائل سياسية واقتصادية وإنمائية، إلا أنّه اصطدم بعقبة التيار الذي لا يريد أن يستمع لأحد، ويردد المقربون إلى جنبلاط أنّ جنون العظمة لا ينسحب فقط على رئيس الجمهورية وإنّما أيضاً على صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ما أدى إلى استحالة التوافق بينهما انتخابياً وسياسياً وتحالفياً وحول أية مسألة أخرى، فكل ما أراده جنبلاط خلال ولاية رئيس الجمهورية وحتى اليوم هو السعي من أجل الحفاظ على مصالحة الجبل والاستقرار، إنّما يردّد زوار جنبلاط أنّه يقول عبثاً المحاولة مع عون وباسيل، فهم لا يريدون أن يستمعوا إلى كل ما يحيط بالبلد من أزمات ومشاكل وأيضاً يريدون كل شيء لهم، والآتي أعظم إذا استمروا على هذا النهج لأنّه مدمّر على كل المستويات.
