برز ذلك الجهاز الامني على مدى الايام القليلة الماضية، بعدما ألقى القبض على أحجار وليام نون التي كسرت نافذة في قصر العدل، وبعد تهديده العفوي بتفجير القصر بالديناميت، وإذ ببعض العناصر تجتاح بلدة مشمش للقبض على ” إرهابي داعش”، وهو شقيق ضحية فوج الإطفاء جو نون، الامر الذي جعل الجهاز الامني نجم الساحات على مدى أيام، باحثاً عن دور كبير لرئيسه الذي ُطلب للتحقيق في ملف تفجير المرفأ، وبرز كمقرّب من الخط العوني الذي عينه في هذا المنصب، فطالب بمساواته بباقي الأجهزة الأمنية في مسألة ” التنصّت” على الهواتف والتزوّد ب” داتا” الاتصالات التي تساعده في عمله الاستخباراتي.
الى ذلك يبدو انّ رئيس ذلك الجهاز طموح جداً و”يتطلع نحو العالي” والى أبعد ما يكون، لانه المدلّل لدى العهد السابق الذي ما زالت ملائكته حاضرة حتى ولو غاب، والمطلوب تبيّيض صفحته كي يبدو ذلك البطل العصيّ عن الفساد وتوابعه، على الرغم من إستعانته الدائمة في عمله بالمثل الشائع :” صيف وشتاء على سطح واحد”، الامر الذي أكد واقعية هذا المثل منذ تسلّمه رئاسة الجهاز، فكانت “التخبيصات” كثيرة وما زالت، من هنا نستذكر توقيف الممثل زياد عيتاني الذي خرج بعد اشهر من السجن، حاملاً معه صك البراءة، على الرغم من كل تداعيات الاتهام بالتعامل مع اسرائيل، وكل ” الفبركات” التي ظهرت حينها، لذا نقول :” دعوة بعض الاعلاميين الى العشاء لا تفيد، ولا تقديم الهدايا لتبيّيض الصفحات السود، ما يفيد هو قيام كل مسؤول بواجبه، بكل ما يحمل هذا الواجب من وطنية بعيدة عن كل انواع التشبيح المرفوضة .
قد يقول بعضهم ان الجهاز تعامل في قضية أهالي شهداء وضحايا المرفأ وفق إستنابات قضائية وقد يبرر له فعلته، لكن السؤال لماذا يلجأ قضاة محددون في ملفات ملتبسة للاستعانة بهذا الجهاز؟ ولماذا يرتضي هو في الاساس ان يوضع في “بوز المدفع” ويقحم في زواريب بعض القضاة المسيسين كما حصل حين تحوّل الى “حصان طروادة” في مداهمات القاضية غادة عون وخلعها الابواب ووضعها إياه بوجه أجهزة أخرى؟