يؤكد خبير في الإنتخابات أن أكثر طرفين جاهزين لخوض الإنتخابات النيابية، هما "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الإشتراكي "مع أفضلية للطرف الأول.
وفنّد الخبير رؤيته على اعتبار أن الثنائي الشيعي وإن كان بجهوزية تامة ودائمة شيعياً، إلا أن المشكلة التي يعانيها تكمن في توزيع الفائض على حلفائه المسيحيين في ظل الخلاف المستحكم بين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر"، إضافة إلى الحاجة لرفد كتلة "المردة" بعدد من النواب والحفاظ على حجم كتلة "الحزب السوريالقومي ، من دون أن نغفل مسألة تمثيل حزب "البعث "، الذي يفضّل "حزب الله" أن يكون من الطائفة السنية لعدم التضحية بمقعد شيعي.
الأقل جهوزية هو تيار "المستقبل " الذي يعاني من أزمة داخلية كما على صعيد التحالفات نتيجة الضبابية التي تسود علاقاته في أكثر من اتجاه، فتحالفه مع حركة "أمل "دونه محاذير الإقتراب من الحزب أما تحالفه مع الإشتراكي فهو الأقل إحراجاً، بانتظار نتائج الوساطة الخجولة بين "المستقبل " والقوات.
على صعيد "التيار الوطني" ، يرى الخبير أن وضع التيار لا يُحسد عليه مع رفض القوى الوازنة التحالف معه، وابتعاد رجال الأعمال عن مغامرة تحدّي العقوبات الأميركية المفروضة على رئيسه جبران باسيل، أضف إلى ذلك الإنقسامات الداخلية على المستوى القيادي في التيار، ولم تنجُ قواعده من تداعيات الأزمة المعيشية التي أضعفت حماستهم وتجلّى ذلك في انسحاب التيار من معظم الإستحقاقات النقابية والطالبية. جميع هذه العوامل ألغت قدرة "التيار" على استخدام ذرائع العام ٢٠٠٥ لتحقيق تسونامي والخسارة حتمية ويبقى انتظار صناديق الإقتراع لتحديد حجمها.
من جهته الحزب التقدمي، تكمن قوته في تواضعه وعدم تكبير الحجر الإنتخابي وهو يهدف بإعلان رئيسه التحالف مع القوات والمستقبل إلى استنساخ تجربةإانتخابات العام ٢٠١٨ والحفاظ على كتلته من خلال إزاحة عبء "الحاصل " الإنتخابي الذي قد تحصده قوى الثورة عن طائفته ورميه على إحدى الطوائف الأخرى الممثلة في الجبل ، وهو لهذه الغاية قد يخوض معركة كسر عظم مع النائب طلال إرسلان في عاليه.
على صعيد "القوات اللبنانية" أكد الخبير أن جهوزيتها هي الأفضل والخطوط الكبرى للمعركة باتت جاهزة وتبقى بعض التفاصيل التي يمسك رئيس الحزب سمير جعجع بخيوطها مع احتفاظه بمروحة واسعة من الخيارات. وقد نجح جعجع في استثمار الإنتصارات التي سجّلها في انتخابات المحامين والهيئات الطالبية وخلق موجة ثقة شعبية بالقوات تجاوزت النطاق الحزبي والمسيحي إلى المزاج الوطني لأسباب عديدة جعلت من القوات محط أنظار شريحة كبيرة من الرأي العام.
أما مجموعات الثورة، فرأى الخبير أن التخبط سيد الموقف، وقد ساهم ثلاثي نعمة افرام، ميشال معوض وسامي الجميل في ضعضعة القوى والشخصيات المنضوية إلى تلك المجموعات، وشبّه تصرفات الثلاثي بالبورصة التي تتقلّب على غير هدى فتنام قوى الثورة على حلم وتصحو على خيبة.