أشار الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب إلى أن ما جرى على طريق المطار خلال استقبال المسؤول الإيراني علي لاريجاني يثير أكثر من علامة استفهام، لا سيما في ظل احتشاد عشرات الأشخاص في مشهد وصفه بـ"العراضة" الغائبة تماماً عند وصول المبعوثين الأميركيين أو الفرنسيين إلى لبنان.
ولفت إلى أن هذه المفارقة تأتي من جمهور طالما اتهم الحزب وإعلامه خصومه بالتبعية لواشنطن وتل أبيب، في حين يرحّب اليوم بمسؤول إيراني لم تحرّك بلاده ساكناً للانتقام من إسرائيل رغم مقتل قيادات بارزة في الحزب.
أضاف أن اللافت في هذا الاستقبال الشعبي المحدود هو أن الحاضرين لم يسائلوا لاريجاني عن سبب شروع إيران في التفاوض مع الأميركيين بينما كان ثلث لبنان يدمّر خلال الحرب الأخيرة، أو عن امتناعها عن استخدام ترسانتها الصاروخية التي كشفت عنها مؤخراً ضد إسرائيل، تاركة لبنان وغزة لمصيرهما.
كما تساءل عن غياب أي مساءلة من هذه "الحشود" بشأن تصريحات مسؤولين إيرانيين عن استعدادهم لجذب الاستثمارات الأميركية، معتبراً أن ما شوهد في المطار لا يعكس سوى حضور محدود من الجالية الإيرانية، وليس من اللبنانيين كما يروَّج.