عند كل مطب او ازمة يمرّ بها لبنان تطرح مشكلة النظام السياسي وضرورة تغييره. فالاوضاع المزرية التي وصلنا اليها والجمود القاتل يعزوها البعض الى فشل النظام او التركيبة الطائفية. من هنا ارتفعت اصوات تنادي بطرح الفدرالية. فهل تكون الخيار الامثل؟
احد مؤسسي تجمّع اتحاديون جورج جبور يؤكد لـ LebTalks ان النظام الفدرالي هو الحل لازمة لبنان ولكن ليس الفدرالية الجغرافية.
ويشرح الاسباب بالقول: "ان نظامنا الحالي فشل وانتهت مدة صلاحيته، فهو استمر منذ دستور 1926 ايام الانتداب الفرنسي مروراً بصيغة 1943 واتفاق الطائف سنة 1989 وصولا الى اتفاق الدوحة في العام 2008 وخلال كل تلك السنوات، شهدنا على نظام متدهور اوصلنا الى ازمة سياسية تحول مراراً وتكراراً دون انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. فالسبب الاساسي وراء انهيار لبنان هو هذا النظام المركزي المركب حيث كل فريق يريد حصة فيه، وحيث لا يمكن لفريق واحد ان يحكم، واذا حكم الجميع لا يمكن ان يتفقوا فكيف اذاً يمكن حل ازمات لبنان؟" ويضيف: "نعيش اليوم سكيزوفرينيا ضمن نظام مركزي يعطي الحكم للاكثرية العددية ولكن يترك للطوائف صلاحية ان تحكم نفسها بالاحوال الشخصية وحتى بالسلطة من خلال مراكز معينة تابعة لها".
ويشدّد جبور على ان الحل هو في اعتماد الفدرالية الثقافية الجغرافية، و"يكون ذلك من خلال الابقاء على البلد موحّد بمساحته الـ 10452 كلم وفي الوقت نفسه المحافظة على خصوصية كل مجموعة وعلى حريتها الثقافية والدينية والمجتمعيةز ويشير الى ان كل مجموعة من المجموعات الاربعة: الدروز، السنة، الشيعة والمسيحيون تنطلق من بلدياتها، وتلك البلديات تشكل ما يسمّى ولاية او مقاطعة، هذه الولايات تنتخب مجلس نواب يمثلها تنبثق عنه حكومة تمثلها ايضاً وتدير شؤونها من دون اي خلاف. "تبقى في الحكومة الفدرالية وزارتا الخارجية والدفاع والخلاف حولهما لن يحل الا بالحياد."
ولكن ما اهمية الفدرالية اذا لم تعالج مشكلة حزب الله؟ هنا يؤكد جبور ان مشكلة حزب الله لا احد قادر على حلها، فهي مشكلة اقليمية ودولية لا محلية. ويفنّد رأيه طارحاً جملة من الاسئلة: هل عالج اتفاق الطائف مشكلة حزب الله؟ هل نبقى في انتظار حل مسألة حزب الله حتى نستطيع تأمين الكهرباء او ادارة شؤوننا الشخصية؟ وهل اذا حُلّت مشكلة حزب الله تُحل مشكلة لبنان؟ ماذا سيحصل عند اول استحقاق انتخابي نيابي ووفق اي قانون سننتخب؟ وكيف ستمثل الاقليات اذا اعتمدنا الدائرة الواحدة؟ والى متى ستبقى فئة من اللبنانيين تدفع الضرائب وغيرها يستفيد من الخدمات؟
ويقرّ جبور بان هذا الطرح لن يحل السياسة الخارجية الا بالحياد و"لكن على الاقل اذا اراد اي طرف من الاطراف الخروج عن النظام الفدرالي الحيادي فهو وحده من يتحمّل المسؤولية وباقي الاطراف لا تشاركه فيها. فليتحمّل هو بمناطقه ما يريد".
وعن اللامركزية الادارية، يرى جبور انها ليست حلا لازمة لبنان لان مشكلة لبنان ليست ادارية انما طائفية، ويضيف: "هل كسروان مثلا بحاجة فعليّاً لمجلس محلي لادارة شؤونها؟ هل هذه هي المشكلة الفعلية في لبنان؟ المسألة لا تتعلق بازالة النفايات او باخراج قيد."
ويشدد على ان اللامركزية الادارية تنطلق من الوحدات الجغرافية الموجودة حاليا وهي القضاء. والسؤال ماذا يفعل المسيحي العائش في عكار حيث الاكثرية سنية؟
ويؤكد جبور من جهة اخرى استحالة تطبيق الفدرالية الجغرافية كذلك لانها ستجعل الاقليات تنزح من مناطق الاكثريات، فالاقلية الشيعية مثلا ستنزح من جبيل والاقلية المسيحية ستنزح من بنت جبيل.
