كتب عضو المجلس المركزي في حزب القوات اللبنانية ورئيس الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل جورج حايك عبر “إكس”:
وقّعت أمس كتابي “الأب الحبيس أنطونيوس شينا سرّ حياته: الإقتداء بالمسيح”، وتناولت في حفل التوقيع قصة هذا الكتاب وهي تستحق أن تُروى لأنها أعجوبة بحد ذاتها:
حتى يكون ما أقوله مفهوماً يجب أن يُقرأ بمنطق الإيمان. ففي العام 1997 كنت اعمل في جريدة “النهار”، وعلمت أن هناك حبيساً في وادي قاديشا اسمه الأب انطونيوس شينا، فقررت التوجّه إلى الوادي لأجري تحقيقاً عنه واحظى بمقابلة صحافية معه، وهذا ما حصل. مشيت في كل أرجاء الوادي، وقمت بتحقيق مميّز عنه، إلا أن لقائي مع الحبيس كان مختلفاً، لأن المقابلة الصحافية تحوّلت إلى إسترشاد، وكان الأب شينا ذاك الصيّاد مثل رسل المسيح. جذبني إلى محبسته وروحانيته، ومنذ ذاك الوقت لمعت في رأسي فكرة الكتاب، لكن لم يكن قد حان الوقت بعد. لكن، على الرغم من ذلك كان الرب يسوع يعمل…
في العام 2000، أعددت كتاباً عن وادي قاديشا، كان الأول من نوعه وحقق مبيعات خيالية نظراً إلى مضمونه الغنيّ، وذكرت الحبيس شينا فيه بعد مقابلة صغيرة، وكان الرب لا يزال يعمل…
عام 2002، تعرّفت إلى صبية حلوة تعمل في مكتبة دير مار انطونيوس قزحيا، وكان الحب والاحترام والاتفاق على شراكة حياة عائلية، وعيناي لم تفارقا محبسة الأب شينا، والرب يقرّبني أكثر من حياة الحبيس لأستجمع سيرته.
في العام 2004، تزوجت الصبية وصرت صهر العائلة الطيبة التي تسكن في بيت مقابل دير قزحيا يقع تحت المحبسة مباشرة، والرب يعمل…
عام 2008، أعددت كتاب عن المحابس المارونية ووسّعت الكلام عن حياة الحبيس، وحتماً بعد إنجاز هذا الكتاب أرسلت نسخة إلى الحبيس شينا. بعد اسبوعين، جاءني أحد الرهبان ليبلغني بأن الحبيس شينا يريد مقابلتي في الدير بعدما كسر وركه. وبالفعل كان لقاء وجدانياً، أبدى فيه الحبيس إعجابه بالكتاب، وتخلل اللقاء حوار روحاني ترك أثراً كبيراً في نفسي… وتبلورت فكرة كتاب عن الحبيس، لكن الرب له أوقاته الخاصة التي نجهلها.
في العام 2009، توفي الأب شينا، فكتبت مقالاً وداعياً عنه في جريدة “النهار”، وكان الأكثر قراءة حتى علّقه الرهبان على لوحة في الدير… ودّعت الحبيس في تابوته الزجاجي، وسلّمت مشروع الكتاب إلى الرب،وقلت لتكن مشيئتك…
بطريقة غريبة، تراسلني آنسة لا أعرفها على “الفايسبوك” عام 2013، وتطلب مني أن افتح للحبيس صفحة على “الفايسبوك”، وهذا ما حصل… كان أمراً غريباً أن هذه الصفحة استقطبت ولا تزال تستقطب مئات بل آلاف المؤمنين المعجبين بروحانية الحبيس من دون أي دعم مالي من قبلنا لإدارة “الفايسبوك” وهذه أعجوبة بحد ذاتها!
مرت الأيام، ولم اتوقف يوماً في الكتابة عن الحبيس بوحي غريب، حتى تعرّفت عام 2023 بواسطة الصفحة على إبن اخت الحبيس في أوستراليا السيد جورج عبد الله، وبدأنا نتحدث عن إعداد كتاب عن الحبيس شينا. وايضاً، بطريقة لا يمكن أن تُفهم بالمنطق المعروف، تسهّلت الأمور واستجمعنا المعلومات، وبدأت اكتب… عادة أستغرق في تحضير أي كتاب ما لا يقل عن سنة، إلا أنني أنهيت الكتاب في أربعة أشهر وكأن قوة غريبة مقدسة أمسكت بيدي وكتبت، حتى تمّ هذا الكتاب…
هذا الأمر لا يمكن اعتباره من صنع بشر، بل أؤمن بأنها مشيئة الرب الذي أراد مني إنجاز هذه الرسالة، والبقية تأتي… آمين!.
وقّعت أمس كتابي "الأب الحبيس أنطونيوس شينا سرّ حياته: الإقتداء بالمسيح"، وتناولت في حفل التوقيع قصة هذا الكتاب وهي تستحق أن تُروى لأنها أعجوبة بحد ذاتها:
— Georges E. Hayek (@georgeshayek712) August 4, 2024
حتى يكون ما أقوله مفهوماً يجب أن يُقرأ بمنطق الإيمان. ففي عام ١٩٩٧ كنت اعمل في جريدة "النهار"، وعلمت أن هناك حبيساً في وادي… pic.twitter.com/mdOWc1olvM