شهدت الساحة الديبلوماسية اللبنانية في الفترة الأخيرة حراكا عربيا مكثفا، تركز خصوصا في الحركة الخليجية التي تسعى إلى تأمين دفعة معنوية وعملية للعهد الجديد.
وقال مصدر سياسي إنّ ” هذا الحراك لا يقتصر على اللقاءات العلنية، بل يتوسع في لقاءات بعيدة من الأضواء، بهدف تبيان حقيقة الإجراءات المتخذة على الأرض، لاسيما في المناطق التي كانت ولاتزال مقصدا أساسيا للسياح الخليجيين”.
أضاف المصدر أنّه “في قلب هذه اللقاءات، يبرز تركيز واضح على الوضع الأمني في مطار رفيق الحريري الدولي ومحيطه، والطرق المؤدية إليه من مختلف المناطق اللبنانية. وتُعرض تقارير مفصلة تتناول التدابير الأمنية المشددة والإجراءات الاستباقية التي جرى تنفيذها لضمان أمن الزائرين، بدءا من لحظة وصولهم إلى المطار وحتى وجهاتهم السياحية. وقد سادت انطباعات إيجابية لدى الديبلوماسيين العرب عن هذه الإجراءات، خصوصا بعد ملاحظتهم جدية الدولة اللبنانية في التعاطي مع هذا الملف، ما يفتح الباب واسعا أمام صدور قرارات رسمية من دول الخليج برفع الحظر عن سفر رعاياها إلى لبنان بشكل تدريجي وتباعا، ويعطي إشارة انطلاق لعودة خليجية جماعية طال انتظارها”.
وأوضح المصدر انه “لا يخفى أن لبنان يعول كثيرا على هذه العودة، فهي لا تمثل فقط متنفسا اقتصاديا وسياحيا، بل أيضا مؤشرا سياسيا مهما إلى انفتاح عربي على الدولة اللبنانية الجديدة، وعلى عهد يسعى بوضوح إلى إعادة الاعتبار للدور العربي في الداخل، من هذا المنطلق، كثف لبنان خطواته الاستباقية لإنجاح موسم السياحة والاصطياف، واتخذ إجراءات استثنائية على الأرض، تتنوع بين تشديد أمني محترف في المناطق الحساسة، وحملات إعلامية لتقديم صورة آمنة وجاذبة، وقرارات تنفيذية من وزارات الداخلية والسياحة والخارجية لتسهيل دخول الأشقاء العرب وخروجهم. هذه التسهيلات تشمل استثناءات قانونية”.