يبدو من الواضح أن معركة تصفية الحسابات السياسية بين العهد والتيار الوطني الحر من جهة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهة أخرى، قد انطلقت وستدور رحاها بشكل جلي نظراً لما يختزنه الطرفين من خلافات وأحقاد دفينة تعود إلى مرحلة إنتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية.
وفي هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة لموقع “LebTalks” بأن هجوم رئيس التيار الوطني الحر على رئيس المجلس النيابي إنما جاء على عدة خلفيات، أولاً أن باسيل يعتبر نفسه انتصر في معركة تأليف الحكومة وسهل ولادتها بعد اتصالات فرنسية حصلت معه على أعلى المستويات وجاءت زيارة السفيرة آن غريو إلى دارته في البياضة لتشكره على موقفه المسهل تالياً أن صهر العهد يتقين بأن هناك رفع للعقوبات المفروضة عليه في إطار التسوية الإيرانية-الفرنسية وبالتالي بدأ يستعد لمعركة رئاسة الجمهورية ويدرك بالوقت عينه أن بري لن يقبل بهذا الخيار مهما كانت المعطيات والظروف وأن مرشح بري، هو النائب السابق زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، وعليه أن رئيس المجلس النيابي سيجمع أوراقه ويبدأ بالهجوم المعاكس على باسيل باعتبار الأخير أراد أيضاً بأن يكسب الشعبوية المسيحية بهجومه على أبو مصطفى.
من هذا المنطلق فإن مرحلة التصعيد بدأت ولن تكون سهلة على الإطلاق لاسيما أمام الاستحقاقات الداهمة فيما علم أن حزب الله لن يغضب بري وهو ضمن الثنائي الشيعي المتماسك والقوي ولكن الحزب سيغطي باسيل وتياره لأنهما يغطيان سياساته الداخلية والخارجية وسلاحه.
