في الوقت الضائع بين نهاية العام الحالي وانطلاق عامٍ جديد، يقفل المشهد السياسي الداخلي على "حركة من دون بركة"، على الساحة الداخلية يقوم بها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، من خلال لقاءاته والتي لم تُسفر عن أي نتيجة فعلية باستثناء الضجة الإعلامية التي رافقتها، وذلك وفق مرجع نيابي سابق يراقب الدينامية الأخيرة التي تأتي على هامش المناسبات الإجتماعية في الأعياد والتي تهدف من حيث الشكل إلى إحداث خرقٍ في مشهد الإستحقاق الرئاسي، بينما الذين يتحركون، ما زالوا ملتزمين قرار تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية منذ أشهر.
وفي الوقت الذي تبرز فيه صعوبة لدى أي طرف داخلي على تخطي حدود التزاماته في هذا المجال، يرى المرجع أن الإستحقاق "متروك" خارجياً، وثمة صعوبة في هذا التوقيت الإقليمي والدولي، أن يحصل أي توافق إيراني ـ خليجي، من شأنه أن ينسحب إيجاباً على الساحة اللبنانية المحكومة بفعل دور وعلاقة إيران بالخليج وتأثيرهما المشترك على الوضع السياسي الداخلي.
وبالتالي، وبعد مؤتمر "بغداد 2" في عمان منذ أيام، بات واضحاً أن التسوية الرئاسية لا تزال في العناية الفائقة، وثمة استحالة في الوقت الراهن للتوافق عليها بين الدول المعنية بالملف اللبناني، في ظل التطورات الحاصلة في الإقليم، ومحاولة واشنطن وفرنسا إنشاء محور جديد يمتد من الخليج إلى العراق والأردن، ولهذه الغاية سيبقى لبنان يدور في حلقة مفرغة أمام تفاعل سياسة المحاور.
وعلى هذه الخلفية، فإن الإستحقاق الرئاسي سيبقى عالقاً إلى حين نضوج التسوية، أو أقله حصول خرق في الجدار الدولي ـ الإقليمي، والذي لم يتحقّق في مؤتمر"بغداد 2"، ولكن، وفق المرجع نفسه، فإن نتائج اللقاءات التي حصلت على هامشه، لم تتضح بعد، ويجب ترقّب ما سُجّل في الكواليس، ولم يُعلن حتى الآن، بالنسبة لبعض اللقاءات التي حصلت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الإيراني، والتي قد تتبلور معالمها اعتباراً من الأسابيع المقبلة.
