صدر مؤخرا مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام ٢٠٢١ والملفت فيه هذا العام تراجع تصنيف عدد من الدول المتقدمة (مثل الولايات المتحدة الأمريكية) على حساب تقدم تصنيف عدد من الدول النامية (مثل غانا، قبرص وجنوب أفريقيا) بينما بقيت النرويج في الصدارة عالميا. عربيا، تحتل تونس المرتبة الأولى عربيا لحرية الصحافة في إنجاز مهم لثورة لياسمين خصوصا بعد الإنتخابات العامة عام ٢٠١٩، على عكس لبنان، إذ بدأ تراجع تصنيفه منذ عام ٢٠١٩ أي بعد ثورة ١٧ تشرين فبعدما كان لبنان منبرا لصحفيي الدول العربية، يحتل اليوم التصنيف ١٠٧ عالميا أي تراجع حوالي ٦ مراتب، ويعود ذلك بطبيعة الحال إلى أن الإعلام اللبناني مسيّس “للغاية” وفي المقلب الٱخر يتعرّض الإعلاميون اللبنانيون لكافة أنواع التهديد دوريا إضافة إلى تعرضهم للضرب إما من “متظاهرين” او من القوى الأمنية والنقطة الأهم التي ساهمت في تراجع تصنيف لبنان هي إغتيال الصحفي لقمان سليم المعروف بإنتقاده المتكرر لحزب الله. غير أن الإعتقالات بحق الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر أيضا على تصنيف لبنان في مؤشر حرية الصحافة، من الطبيعي أن السياسيين غير ٱبهين بمصير الإعلام في لبنان ولكن هل سيكون هناك تحرّك جدّي للمعنيين بالصحافة وحقوق الصحفيين في لبنان لوقف هذه المهزلة؟!
