لا زال حزب الله يمارس هواية تعطيل انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية كما سبق وقام به قبيل انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، وذلك بهدف إيصال مرشحه زعيم تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وعليه فإن الحزب لا زال يسعى لإقناع حليفه الأبرز رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالقبول بفرنجية كمرشح رئاسي، والاقتراع له وإن كانت كتلة "لبنان القوي" لم تصوّت له بالكامل، إنما القبول بهذا الخيار كي يحافظ الحزب على حليفيه المسيحيين وهو يؤكد أنه لن يتخلى عنهما مهما كانت الظروف. ثمة معلومات يشير اليها البعض أن أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله أكّد لفرنجية بأن باسيل ممرّ إلزامي لانتخابه بمعنى أنه لن يتخلى عن التيار الوطني الحر وعن رئيسه كونه يشكّل الغطاء السياسي وعلى كل المستويات ومَن حافظ على هذه التغطية عندما كان باسيل وزيراً للخارجية، وعليه فإن هذا الغطاء يجب أن يبقى مستمراً، ولهذه الغاية فالحزب يناور، ومن هذا المنطلق جاءت زيارة رئيس وحدة الإرتباط الحاج وفيق صفا الى اليرزة والاجتماع بقائد الجيش العماد جوزاف عون، بمعنى أنه كي لا يُغضب حليفيه فرنجية وباسيل فقد يلجأ الى خيار قائد الجيش ولكن بشروط حزب الله، لذا اللعبة مفتوحة على الاحتمالات كافة، ومَن يشير الى خلافات وتباينات بين التيار البرتقالي وحزب الله، فهو واهمٌ، فكل ما يحصل إنما هو توزيع أدوار ومناورات سياسية.
