حزب الله جاهز للواقعية في ملف الرئاسة

The Lebanese presidential seat is seen empty at the presidential palace in Baabda on May 22, 2008. Lebanon's parliament speaker Nabih Berri has formally summoned lawmakers to elect army chief Michel Sleiman president on May 25, his office announced today. AFP PHOTO/PATRICK BAZ

كتب وائل الزين

لا يخفي مصدر إعلامي مقرّب من "حزب الله" بأن مقاربة ملف رئاسة الجمهورية تختلف جذرياً عن مقاربته في العام ٢٠١٤ عندما عطّل الإنتخابات لمدة سنتين ونصف تحت معادلة "عون أو لا أحد" بعد أن أدّى ما يعتبره قسطه للعلى بإيصال العماد عون إلى بعبدا وفاءً منه للتحالف المتين والعلاقة الشخصية التي قامت بين عون والسيد حسن نصرالله وغير الموجودة مع أي شخصية أخرى، أما حصيلة العهد في ميزان الحزب فهي كانت سلبية على المستوى الشعبي العام ولا يعوّضها ما يحلو للبعض تسميته غطاءً مسيحياً لا يعتبر الحزب أنه بحاجة له فهو نشأ وبلغ أوج قوته من دون الحاجة لغطاء وبأن غطاءه الفعلي هو مقاومة العدو الإسرائيلي وعلاقته مع جزء من المسيحيين لا تختلف عن نظرته إلى علاقته مع سائر مكونات الشعب اللبناني.

يستطيع حزب الله أن يكرر اليوم "لو كنت أعلم" لما عطلت انتخابات الرئاسة سنتين ونصف ولما فرضت تسليم الرئاسة للرئيس ميشال عون، وفي النقد الذاتي غير المعلن يقرّ الحزب بأن حركته كانت أسهل وأكثر قدرة للبنانيين على غض النظر عن سلاحه وانخراطه في عمليات خارج الحدود، كما يعترف الحزب بأن الأوضاع التي وصلت إليها البلاد في عهد الرئيس عون كان لها الأثر البالغ في شيطنة سلاحه وطرحه على المنابر الإعلامية للمطالبة بطرحه على طاولة البحث، وفي المقابل يطرح الحزب معادلة أن سلاحه لم يتسبب بالإنهيار الإقتصادي طيلة ثلاثة عقود شهدت حروباً كبرى، فلماذا يحمّلونه اليوم مسؤولية الإنهيار؟

ويتابع المصدر الإعلامي بأن الحزب نجح في الحدّ من آثار الإنهيار في بعض الجوانب وخاصة ضمن بيئته ولكن الضرر في مجالات كثيرة أثر على شعبية الحزب الذي يتابع بقلق الإعتراض الشعبي على الوضع المعيشي من دون المس بقدسية المقاومة، وهذا ما يفرض على الحزب تغييراً في الأداء السياسي كي لا ينتقل الداء إلى عمق الفكر المقاوم، وهذا هو تحديداً البحث القائم حول الملف الرئاسي قبل حوالي الشهرين من افتتاح المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

يطرح حزب الله ثلاثة احتمالات عناوين للإنطلاق منها في مقاربة الملف الرئاسي تتفرع منها تفاصيل، آخذاً بعين الإعتبار أنه لا يريد أن يكون المقرر حتى لو امتلك القدرة على فرض إسم يختاره للرئاسة بعد التأثيرات السلبية أولاً لعهد الرئيس عون وثانياً بسبب الثمن الباهظ لفرض التحالف مع التيار الوطني الحر في الإنتخابات النيابية الأخيرة والتي جاءت نتائجها على حساب حلفائه الدائمين والثابتين منذ نشأة "ح ز ب الله" وخلال أصعب الظروف.

الإتجاهات الثلاثة التي هي مدار بحث يختصر عناوينها المصدر الإعلامي من دون الدخول في التفاصيل والتسميات على ما يلي:

- الإحتمال الأول، أن يصل رئيساً للبلاد موالياً للحزب وهذا ما يريده من دون الضغط والتعطيل لبلوغ هذه الغاية وترك اللعبة تأخذ مجراها الطبيعي.

- الإحتمال الثاني، الرئيس الوسطي وهذا الخيار لا يحبذه جداً الحزب بعد تجربة الرئيس ميشال سليمان الذي أنهى عهده منحازاً لفريق "١٤ أذار".

- الإحتمال الثالث، رئيس يجاهر بعدائه للحزب، وفي هذه الحالة يعتقد بعض المسؤولين بأن الحزب قادر على التعامل مع هذا الوضع، وقد تكون هذه فرصته في الإفلات من مسؤولية التدهور الإقتصادي وتهمة دعم الفساد، ويدعو هؤلاء لعدم معارضة وصول رئيس بهذه الصفات حتى لو كان رئيس القوات نفسه، فإما أن ينجح عهده في الفصل بين السلاح والفساد فيؤكد نظرية الحزب بعدم الترابط بين الشأنين، وإما أن يفشل فيخسر حيثيته الشعبية التي تشهد نمواً مضطرداً على عدد عثرات التيار الوطني الحر.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: