منذ السابع من تشرين الأول الماضي، فرضت التطورات على الجبهة الشمالية لإسرائيل نفسها على الملف، حيث أدت المواجهات شبه اليومية على الحدود بين حزب الله والقوات الإسرائيلية إلى تأزيم الوضع.
وبعدما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، على ضرورة الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على حدود لبنان، جهّز حزب الله للأمر نفسه على ما يبدو.
فقد أعلن نائب الأمين العام للجماعة نعيم قاسم، أن التهديدات الإسرائيلية وصلت، وأن الحزب سيقوم بالرد على أي تهديد، وفق قوله.
كما أضاف مساء الجمعة، أنه في حال قررت إسرائيل توسيع الضربات سيرد عليها الحزب بنفس الطريقة تماماً.
أما في حال بقيت الضربات على المستوى ذاته، فستبقى ضربات الحزب بالوتيرة ذاتها، بحسب كلامه.
تأتي هذه التطورات بعيد إجراء وزير الدفاع يوآف غالانت، تقييما للوضع الميداني حول جاهزية القطاع الشمالي لتوسيع الحملة العسكرية، والذي ركز من بين أمور أخرى، على سير عملية إعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى المنازل.
وشدد غالانت وقتها على أن إسرائيل تفضل التوصل إلى تسوية سياسية تسمح بعودة السكان بدل إعادتهم إلى منازلهم عبر الوسائل العسكرية.
جاء ذلك بالتزامن مع تأكيد مسؤولين لبنانيين أن حزب الله كان رفض أفكارا أولية من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدا عن الحدود.
وشملت تلك المقترحات الأميركية أن يتم تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة، فيما تضمن مقترح آخر بأن ينقل حزب الله مقاتليه ويبعدهم لمسافة سبعة كيلومترات عن الحدود. وكانت إسرائيل طالبت سابقا بابتعادهم مسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني، كما هو منصوص عليه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2006.
لكن جماعة حزب الله رفضت الفكرتين ووصفتهما بأنهما غير واقعيتين.