لم يستوعب أو يهضم حزب الله لقاء دار الفتوى حراك ودينامية السفير السعودي الدكتور وليد بخاري، وذلك ما تبدى بوضوح من خلال الحملات التي شنّها قادة الحزب في الساعات الماضية على المملكة العربية السعودية، معتبرين أن ما يقوم به السفير بخاري انما هو تدخل في الشؤون اللبنانية، وكأن إيران كما تشير مصادر مواكبة ومتابعة لهذا المسار لا تتدخل في لبنان أو أنها ترسل الصواريخ والأموال لحزب الله الذي أفلس البلد وغيّر وجهه وضرب كل معالمه السياسية والأمنية والثقافية والسياحية، بينما المملكة العربية السعودية وتاريخياً من أعاد اعمار لبنان مراراً، وهي تقدم المساعدات لجميع اللبنانيين وثمة جالية لبنانية تعتبر الأكبر متواجدة في المملكة وتحظى بأفضل معاملة، أضف الى أن الرياض لا تتدخل بالشأن اللبناني، ولكن في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون ذاقت الأمرّين من سياسة هذا العهد الذي أساء لهذه العلاقة التي لم يسبق أن شابتها شائبة بفعل تحالفه مع حزب الله وإيران، والأمر عينه للتيار الوطني الحر وللدور الذي قام به رئيسه النائب جبران باسيل، من هنا فإن حزب الله يقصف على هذه الجهود وعلى بيان دار الفتوى الذي كان بياناً وطنياً وتماهى مع بكركي ومع ما يقوله المطران الياس عودة وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى وسائر المرجعيات الروحية والاسلامية، كذلك أن هذا البيان رسم خارطة طريق لمواصفات رئيس الجمهورية والحفاظ على الطائف، من هنا ان حزب الله سيبقى يقوّض الأمن والاستقرار والحياة السياسية في لبنان، وعليه يبقى ثمة ترقب للاستحقاق الرئاسي، وهل سيعطل حزب الله؟ هذا هو السؤال المطروح في المرحلة القادمة.
