شكل منتدى الطائف الذي أقيم في قصر الأونيسكو علامة فارقة وما زالت أصداؤه تتردد بقوة حتى اليوم، نظراً إلى أهميته القصوى في هذه المرحلة وفي التوقيت المفصلي الذي يمر به لبنان، وكما كان متوقعاً فإنّ حزب الله من خلال نوابه وقادته بدأ يقصف على هذا المنتدى وأعطى أيضاً الإيعاز لإعلامه الأصفر من خلال شن حملات غير مسبوقة على السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد بخاري وعلى المملكة العربية السعودية، قائلين إنّهم لم يسعوا إلى تغيير الطائف فيما مواقفهم دائماً تدعو إلى مؤتمر تأسيسي، والأمر عينه لحلفائهم وفي طليعتهم "التيار العوني" حيث يدعو النائب جبران باسيل دائماً إلى عقد اجتماعي أو إصلاحات، وآخر ابتكاراته انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرةً وهو انقلاب واضح على اتفاق الطائف.
من هنا، هال حزب الله هذه المشهدية في الأونيسكو من مختلف أطياف الشعب اللبناني وهذا الحشد الذي هو الأبرز منذ أربعين عاماً في بيروت، وقد أعاد لبنان إلى العروبة وقول كلمة الحق بأنّ لبنان عربي الانتماء كما جاء في مقدمة الدستور اللبناني، لذلك فإنّ حزب الله منزعج ومستاء ومصدوم إزاء ما حصل، إذ لا يتوقع أن يكون هذا المنتدى على هذا المستوى من المشاركة والحضور العربي واللبناني، وبالتالي تأكيد المؤكد بأنّ المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن لبنان، في ظل معلومات ومتابعة بأنّ المنتدى جزم بما لا يقبل الجدل أنّ اتفاق الطائف خط أحمر ودور المملكة في لبنان أساسي، ولذلك فإنّ حزب الله المصدوم مما جرى في الأونيسكو سيواصل حملاته ولكن دون جدوى.