"حزب الله" و"7 أيار" ووهم الإنتصار

IMG-20220507-WA0001

في السياسة كما في الحياة الفردية بعض الممارسات قد يكون أخطاءً والبعض الآخر خطايا، لكن ثمة خطايا مميتة وأبدية تضحي وصمة عار على صاحبها ما حيا. 7 أيار 2008 هو إحدى هذه الخطايا المميتة التي ارتكبها "حزب الله" عبر غزوته لبيروت وجزء من الجبل واستباحة الرعاع بسلاحهم عاصمة الوطن وسقوط العشرات من الضحايا جراء همجيتهم.

يومها توهّم "الحزب" الانتصار وأعلن أمين عامه السيد حسن نصرالله "7 ايار" "يوماً مجيداً". لكن في الحقيقة، سقطت مشروعيته لدى الشريحة الكبرى من اللبنانيين والعرب جراء استخدامه سلاحه غير الشرعي بوجه شريكه في الوطن بعدما كان استمدها من مواجهته اسرائيل حتى انسحابها عام 2000 وجدّد شبابها عبر حرب تموز 2006.

فبعدما كان حسن نصرالله بمثابة جمال عبد الناصر القرن الواحد والعشرين لدى العرب ورمز المقاومة، اضحى مرزولاً منهم جراء استباحة بيروت. هو توهم الانتصار حينها لزرعه الرعب والاستسلام في صفوف عدد من اقطاب "14 آذار" وتحقيقه مكاسب في اتفاق الدوحة، لكنه حصد نقمة تلامس الكراهية ممن كانوا ضحايا عنجهية السلاح وفائض القوة المصاب بهما، فسقطت هالته وإنكسرت هيبته.

"7 أيار" محطة مفصلية في ادوار "حزب الله" التي انتقلت الى العلنية، فأصبح بعدها بشكل سافر ساعداً لايران في المنطقة عبر تدخله في دول الاقليم وحنجرتها بوجه دول الخليج وانظمتها وملوكها. راح "الحزب" يجاهر ان تدريبه وتمويله وسلاحه ورواتبه كلها تسدّد من ايران وراحت طهران تتباهى أنها تسيطر على 4 عواصم عربية بما فيها بيروت وأنها تمتلك 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية أنشأها قائد "فيلق القدس" الراحل قاسم سليماني بدعم من قيادة الحرس الثوري و"حزب الله" أحد هذه الجيوش.

"7 أيار" زلزال ضرب "14 آذار" وأعاق مسيرتها حيث سيطر على بعض اركانها الخوف والذعر والاستسلام، فكان أتفاق الدوحة ولقاءات ربط النزاع ولجان التنسيق ثم الانقلاب على الدوحة والـ one way ticket .

"7 أيار" في عمق أعماقه هو بمثابة إنتحار، إذ أن لا "حزب الله" ولا أي مكون آخر يستطيع ان يحكم قبضته المطلقة على البلد. لذا فغزوته لبيروت قضت على أي أمل له بالحياة من ضمن التركيبة المجتمعية للبنان وعلى ما راكم من محاولات لإظاهر إنفتاحه. فأضحى "الحزب" على حقيقته جسماً غريب يدمن ثقافة الموت ولا يشبه لبنان المسكون بثقافة الحياة ووسيلة لتصدير الثورة وقيام "الجمهورية الاسلامية.

"7 أيار" وصمة عار لن تمحي مفاعيلها تبريرات واعذار ولن ينزعها من الذاكرة مرور الوقت أو الاعتذار، رغم أن هذا الاخير غير وارد في قاموس من ادمن الانكار.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: