تشهد الساحة الداخلية حراكاً لافتاً على خلفية إمكانية الوصول الى إجماع حول مرشّح لرئاسة الجمهورية يحظى بتوافق الأطراف كافة، لكن يتبدّى بوضوح أنه ضربٌ من الخيال حيث كشفت اللقاءات التي قام بها حزب الله في كليمنصو وميرنا الشالوحي أنه متمسك بترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية ويصرّ عليه، وهذا ما تطرّق اليه النائب حسن الخليل لكن بشكل فيه الكثير من الترهيب والتهديد، ما يطرح التساؤلات هل أن الحزب كما سعى لفرض الرئيس السابق ميشال عون للجمهورية، يعمل على الوتيرة ذاتها لإيصال حليفه فرنجية؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة من خلال الاتصالات الجارية داخلياً وخارجياً، وتبقى كل المفاجآت والاحتمالات واردة في هذه المرحلة لا سيما أن ما قام به حزب الله قبيل انتخاب العماد عون ليس متاحاً له اليوم في ظل ما يجري قضائياً وسياسياً وأمنياً، الى ظروف المنطقة والوضعين الدولي والإقليمي، وبالتالي لن يحصل لبنان على أي دعم من الخارج في حال انتُخب رئيس من خارج إرادة أكثرية اللبنانيين خصوصاً أن البلد مفلس مالياً وثمة أزمات اقتصادية واجتماعية ومعيشية خانقة، لذلك فإن فرض مرشح رئاسي بالقوة قد ولّى أوانه في هذه المرحلة الراهنة.
