“حزب الله” الذي أسّسه الحرس الثوري الإيراني يؤدّي اليوم الدور الذي أنشئ من أجله، وهو الحفاظ على النفوذ الإيراني في المنطقة. يتجلّى هذا في تحويل لبنان إلى ساحة لتحقيق طموحات إيران، حيث يعمل الحزب على إبقاء الوضع اللبناني في حالة تعليق لاستخدامه كورقة ضغط إقليمية. “حزب الله” الأداة الأكثر قيمةً لإيران في المنطقة، وخاصّةً كنقطة نفوذ استراتيجية على البحر المتوسط.
تظهر الأحداث الجارية أنّ كلّ تحرّكات “الحزب” تصبّ في مصلحة إيران أكثر منها في مصلحة لبنان واللبنانيين. يشمل ذلك التحرُّكات العسكرية التي لم تكن يوما في خدمة مصالح لبنان وهي تخدم فقط الأجندة الإيرانية، دليل على ذلك إلتزامه بالخطوط الإيرانية للإشتباك بالرّغم من كلّ خسائره.
من ناحية أُخرى، يبدو أن قوّة “الحزب” مكشوفة أمام العدو، وتُبرز الإغتيلات التي نفّذها العدو ضد قياديّي الحزب عن ثغرات أمنيّة على أعلى المستويات.
وفي نهاية المطاف، يبدو أنّ الولاء الكامل للأجندة الإيرانية قد أضعف من قدرة حزب الله على اتّخاذ مبادرات مستقلّة، محوّلًا إيّاه إلى كيان يعمل على العرقلة والتأثير لصالح إيران، بدلًا من الدفاع عن المصالح اللبنانية وتحدّي إسرائيل. هذا التحوّل يثير تساؤلات حول مستقبل دور حزب الله في السياسة اللبنانية والإقليمية.