لا زالت التعقيدات تحيط بالأزمة القائمة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ومع الخليج بشكل عام في ظل قصر نظر معظم المسؤولين اللبنانيين ومكابرة فريق الممانعة والعهد والحكومة وقلة الخبرة أو قراءتهم الخاطئة للمسار التاريخي لعلاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية، في حين وهنا يقول أحد النواب المستقيلين لـ "LebTalks" أنه يستهجن موقف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي دعا للحوار مع المملكة وتمنى عليها ألا تكون قاسية في تعاطيها مع لبنان وكأنه في عالم آخر، فموقف الوزير جورج قرداحي أساء للمملكة وقبله الوزير الذي استقال السفير شربل وهبه وصولاً إلى الحملات المستمرة من قبل حزب الله على السعودية وبشكل يومي، لذلك عن أي حوار يتحدث بو حبيب فيما المطلوب أن يكون هناك موقف حاسم وحازم من الحكومة وأقله إقالة قرداحي فوراً أو أن تستقيل الحكومة برمتها، وثمة استهجان في كواليس نادي رؤوساء الحكومات السابقين وعلى مستوى الوطني العام من سياسة تدوير الزوايا أو النأي بالنفس من قبل رئيس الحكومة وكأن البلد بألف خير أو أنه لا يدرك ماهية دور وحضور السعودية وموقعها وهي الداعم الأساسي للبنان، وبالتالي ماذا تقدم له اللقاءات مع زعماء العالم في حال لم يتوقف حزب الله عن مهاجمة المملكة ومشاركته في حرب اليمن وتهريب الكبتاغون ومن ثم إقالة قرداحي أو إستقالة ميقاتي شخصياً.
من هذا المنطلق ثمة معلومات، بأن الأمور تتجه إلى الأسوأ في ظل خفة في التعاطي ودعم من حزب الله لقرداحي إلى تصريحات نوابه وقيادييه، فهذا مؤشر نحو الإمساك بالقرار الحكومي ومنع إقالة وزير الإعلام، إضافة إلى أن هذه المواقف الحاقدة من قبل الحزب وما يكتب يومياً في بعض الصحف الموالية له يزيد الطين بلة، خصوصاً أن أحد المسؤولين الخليجيين يقول في مجالسه كيف لنا أن لا نقدم على أي خطوة من سحب السفراء إلى مسائل أخرى بينما الحملات مستمرة علينا وبشكل أعنف ما يثير التساؤلات حول ما يجري في لبنان وهو واضح بالنهاية أي أن حزب الله هو الدولة وكل شيء فعندما تتخلصون من هذه الدولة أو الدويلة عندئذ لبنان سيبقى قلوبنا.
