اعتبر النائب الياس حنكش أن “نتيجة زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس تتطلب وقتًا، لأنها لا تزال متكتمة عن الموضوع ونحن بانتظار تصريحها، ولكن حان الوقت ليعرف لبنان مصلحته دون أن يأخذ رأي أي موفد، وعلى الحكومة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الضغط على إسرائيل للالتزام به، لكي لا نعود إلى ما كنا عليه سابقًا، فنحن بانتظار أي إشارة لعودة استقرار لبنان”.
وفي حديث ضمن برنامج نهاركم سعيد على شاشة الـ LBCI، أشار حنكش إلى “أنّ موضوع سلاح حزب الله يتطلب وقتًا أيضًا، لأنه ترسانة عسكرية بنيت على مدى 40 عامًا، والأكيد أن حزب الله يستمر في المقاومة ضد تسليم سلاحه، ونحن لسنا مع الحوار بشأن تسليم السلاح، لأن هذا الموضوع لا يُناقش؛ فهناك اتفاق، وعلى رئيس الجمهورية الجلوس مع حزب الله لتطبيقه ووضع خطة محدودة زمنيًا، ولا أحد أنسب من رئيس الجمهورية للجلوس مع حزب الله، خاصةً بعد نيله ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدول، لافتًا إلى أننا “بأمس الحاجة لإعطاء إشارة ايجابية للمجتمع الدولي والمستثمرين لنبدأ بالإصلاحات”.
وسأل حزب الله: “ماذا ينفع سلاحه شمال الليطاني؟ هل لاستعماله في الداخل اللبناني؟” مؤكدًا أن “هذا السلاح لم يحم لبنان ولا حزب الله، ولم يردع إسرائيل عن الاعتداء، وحتى لم يحقق توازنًا في القوى”.
وعن ضبط الحدود والتهريب، أشار حنكش الى أنّ “هناك قرارًا صارمًا بشأن الحدود مع سوريا وضبطها، واليوم أصبح مطار رفيق الحريري تحت سيطرة تامة للجيش اللبناني، لذلك، فإن الجيش مسؤول بشكل مباشر عن ضبط الحدود والمرافق الشرعية والمعابر الحدودية، بالإضافة إلى ضبط المعابر غير الشرعية للبدء بالإصلاحات اللازمة لمنع تهريب الأسلحة أو الأموال لحزب الله”.
وشدد على أن “البديل اليوم لحزب الله هو أن ينضوي تحت سقف الدولة مثل باقي اللبنانيين، وهذا ما سيحميه، واليوم لدينا مشكلة في إعادة الإعمار، ونحن بحاجة إلى دعم دولي لذلك، ولو كان حزب الله قادرًا على إعادة إعمار ما دمَّرته إسرائيل جنوبًا وفي بيروت، لكان قد بدأ بالإعمار، ولكن لا أحد يمكنه أن يحل مكان الدولة اللبنانية، فهي التي تبث الثقة للمجتمع الدولي ليُساعدنا بدوره في إعادة الإعمار، ويكون ذلك من خلال الدولة اللبنانية فقط، لا من خلال حزب الله ولا من خلال صندوق الجنوب وهذا هو توجه لبنان الجديد”.
وقال: “الحجر الأساس لبناء لبنان الجديد هو القضاء، وإذا لم نستطع حماية القضاة ومحاسبة الفاسدين، فلن نتمكن من إنجاز أي شيء أو الوصول إلى استقلالية القضاء، ومع ذلك، لدينا كامل الثقة بوزير العدل، عادل نصار، الذي يمتلك الجرأة الكافية ومدرك تمامًا لأماكن الضعف في القضاء اللبناني ليقوم بإصلاحها، وكل الخطوات التي اتُخذت منذ تسلمه الوزارة حتى اليوم، مثل التحقيق في انفجار المرفأ وحقوق المودعين، تمثل اهتمامنا اليومي، وهي أولى اهتماماته، وأنا أؤمن أنه عندما يصبح الجسم القضائي سليمًا، يصبح لبنان سليمًا، لذلك فإن الوزير يتحمل مسؤولية كبيرة، ولكن لدينا الثقة الكاملة به ليقوم بكافة هذه الإصلاحات.”
وعن التعيينات الأمنية والعسكرية، لفت إلى أننا “لدينا الثقة برئيس الجمهورية، وهو الأعلم بشؤون الأمن، وكانت قيادة الجيش من أبرز الأسباب التي زادت ثقتنا به عندما حيّد المؤسسة العسكرية عن كل الأزمات السياسية، وبالتالي كان لنا كامل الثقة بصحة اختياره لخلفه لمصلحة المؤسسة والبلد، ولم تتزعزع ثقتنا بالجيش اللبناني في أي مرة، وإن الخيار في قيادة الجيش صائبًا.”
وعن التعيينات والتشكيلات القضائية قال: “أشدد على ثقتنا الكاملة بوزير العدل، ولم يكن هناك حساب لأي تعيين سوى الكفاءة والنزاهة ونظافة الكف، خصوصًا في موضوع القضاء، ونحن على الرغم من قربنا له لا نتدخل في أي من قراراته لأنه شخص مسؤول وله كامل المسؤولية والحرية في التصرف، ومن خلال التشكيلات والتعيينات الجديدة، أؤكد أننا سنعيد ثقتنا بالجسم القضائي.”
وعن حاكمية مصرف لبنان لفت الى أنّ “الآلية التي تمت في تعيين الحاكم الجديد تدل على صحة الديمقراطية التي يجب أن يتميز بها لبنان بالتالي علينا أن نمتلك ذهنية جديدة في التعاطي مع هذه الأمور، وكريم سعيد يبعث توقعات عالية، خاصة بعد أن كان واضحًا في الخطوات الأساسية والجريئة التي سيتبعها، وفي المستقبل، سيثبت هذا الشخص أنه قادر على إعادة القطاع المصرفي إلى السكة الصحيحة، خاصة في إصراره على إبعاد السياسة عن هذا القطاع.”
أضاف: “علينا أن نثبت أننا جديون في تطبيق هذه الإصلاحات، وأن نرقى بلبنان إلى المستوى الذي طالبنا به وضحّينا من أجله، واليوم أمامنا فرصة لنثبت أن لبنان سيعود إلى الازدهار، وهذه هي مصلحتنا حتى تحت الضغط للإستفادة من أي فرصة.”
وعن الإنتخابات البلدية قال: “انتظرنا هذا الاستحقاق طويلًا ونرفض تأجيله، لأنه بداية لإعادة تطبيق الديمقراطية، فالبلديات والمخاتير لهم تماس أكبر مع المواطنين من النواب، وبالتالي فهي مهمة جدًا من أجل إعادة انتظام الإنماء والخدمات المقدمة من البلديات، ولاحظنا أن المرشحين يقدمون برامج ومشاريع انتخابية، خاصة أن هناك جوًا شبابيًا جديدًا، ولا سيما من السيدات، ولنا التزام أخلاقي بتشجيع النساء على الانخراط في الشأن العام، لا سيما البلدي والاختياري:.
وبموضوع التحالفات في الانتخابات البلدية والاختيارية، أشار حنكش الى أنّ “هناك جو من التقارب مع القوات اللبنانية في بعض المناطق ونتحالف معهم في بعض البلدات، ولكن في بعض البلدات الأخرى لا يمكن أن يكون هناك تحالف سياسي لأسباب عديدة”.
ونوّه حنكش في الختام بالخطاب الذي تميّز به النائب رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، قائلًا: اليوم حزب الكتائب في مرحلة مشرقة في تاريخنا وتموضعنا، وخطاب الجميّل هو خلاصة لكل التحديات التي واجهها البلد والحزب وما يهمنا هو رؤيتنا للأجيال القادمة، فنحن لا نستطيع أن نبني بلدًا دون أن نكون حقيقيين وصريحين مع الآخرين.