في ظل انقسام المسؤولين اللبنانيين حول مسألة حياد لبنان، وما رافق ذلك من سقطات رافقت مواقف وزارة الخارجية، التي سارت بين الالغام السياسية تفادياً للاشكالات مع الدول المعنية، إلا انها لم تفلح وسط ما جرى مع دول الخليج وروسيا، الى ان عادت الدبلوماسية لتخفف الوضع المتشنج مع تلك الدول.وفي هذا الاطار نقلت مصادر سياسية مطلعة عن ديبلوماسي غربي، بأنّ اتصالات تجري بعيدة عن الاعلام بين دول غربية مهتمة بالوضع اللبناني، وفي طليعتهم فرنسا بهدف إبعاد لبنان عن سياسة المحاور وتطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبالتالي عن تداعيات ما يجري هناك بسبب وجود بعض الاطراف اللبنانيين المؤيدين لسياسة المحورين المذكورين، مما يعني المزيد من الانقسام اللبناني الداخلي كما جرت العادة. الى ذلك تشير المصادر المذكورة الى انّ باريس تتجه الى تحضير لقاء يجمع الافرقاء اللبنانيين، لمناقشة مسألة تحيّيد لبنان عما يحدث من تطورات خارجية، على ان تطرح هذه الفكرة خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، التي تمّ ارجاؤها بعد ان كانت مقرّرة مطلع الاسبوع الماضي، لكن تطورات الساحة الروسية – الاوكرانية ادت الى ذلك، فيما ما زالت الزيارة قائمة من دون ان يتم تحديد توقيتها، في انتظار ما ستؤول اليه الاحداث الخارجية. ومن مهمات لودريان ايضاً في بيروت، التشديد من جديد على ضرورة تنفيذ لبنان للاصلاحات المالية المطلوبة، لنيل المساعدات التي لم يبق أي مسؤول عربي او دولي إلا وطالب بها، خلال زيارته لبنان ولقائه كبار المسؤولين، من دون ان يتحقق شيء من تلك الاصلاحات على ارض الواقع، الى جانب تكرار لودريان ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، المقرّر في منتصف ايار المقبل، وإلا فالعقوبات في المرصاد. مع إشارة المصادر الى انّ زيارة وزير الخارجية الفرنسية هذه المرة لن تكون كسابقاتها، بل ستحمل زخماً دولياً ومحطة بارزة ستتوصل الى حلول، وإلا لن يقوم بها خصوصاً انه سبق ووجّه الانتقادات اللاذعة الى المسؤولين، مع تذكيرهم بأنّ بلدهم يتجه الى الزوال، لذا لن يأت هذه المرة من عدم، بل من باب إنفراجات مرتقبة آن الاوان كي تحدث وفق المصادر.
