حين بكت بيروت على إستشهاد عاشقها…

Rafic-Hariri

14 شباط تاريخ جمع الاستشهاد والحب، كي يبقى محطة لا تنتسى، فمزج كل المحبة وكل التضحيات من اجل وطن يسقط له الشهداء كل يوم، دفاعاً عن سيادة وحرية واستقلال.
في ذلك التاريخ وقبل 18 عاماً، سقطت قامة سياسية بحجم وطن، نظراً لدورها وعلاقاتها المميّزة مع العديد من الدول، ولعطاءاتها للبنان ولبيروت تحديداً التي عشقها وإستشهد في قلبها، وما زالت حتى اليوم تبكيه، انه رفيق الحريري الحاضر الغائب، الذي يبقى في قلوب محبيه حيّاً، اكثر بكثير من أحياء ما زالوا أمواتاً في قصورهم وعروشهم.
شكّل الرئيس الشهيد نقطة تحوّل في الحياة السياسية اللبنانية، اذ لم نشهد سياسياً اتى للعمران ولجعل لبنان بلداً مميزاً على خارطة الدول، ساعد الألاف من الطلاب ليؤمّن لهم المستقبل الزاهر، وهكذا كان، بنى مساحات سياسية شاسعة مع كبار المسؤولين العرب والغربيين، فكان قادراً على خوض المواجهات الصعبة.
مميزات كثيرة وضعته ضمن الرجالات الكبار التي نفتقد اليهم اليوم فلا نجدهم، اذ وعلى ما يبدو لقد ولّوا الى غير رجعة.
كان إستشهاده خسارة لرجل الإعتدال في ظروف دقيقة وصعبة، شكّلت محطة مأساوية للبنان واللبنانيين، لانّ إغتياله شكّل بداية لسقوط الوطن وهكذا كان، إغتالوا لبنان ً بأكمله في ذلك التاريخ المشؤوم. حيث أراد القتلة حينها سحب البلد من الحضن العربي والعلاقة المميزة مع الغرب الى الحضن الايراني، ونجحوا في ذلك بعد مسيرة من النضال والاستشهاد، على أثر تلك الانتفاضة الشعبية التي تحوّلت الى ثورة بعد شهر على إستشهاد رفيق الحريري، وبطلب من شخصيات سياسية من طوائف مختلفة تحت عنوان انتفاضة الشعب، التي تمثلت اهدافها بضرورة إنهاء الاحتلال السوري للبنان، وتكوين لجنة دولية للتحقيق في اغتيال الشهيد ، ورحيل النظام اللبناني- السوري، واستقالة مسؤولين امنييّن وتنظيم انتخابات نيابية نزيهة، والى ما هنالك من مطالب صبّت في خانة تحقيق إستقلال لبنان.
تلك الانتفاضة إستطاعت تحقيق بعض اهدافها، على الرغم من الضغوط التي كانت تطوّقها، فسقط لها إزاء ذلك قافلة من شهداء ثورة الارز، لانهم تصدّوا للمحور السوري – الايراني، وللسلاح غير الشرعي وللدويلة داخل الدولة، ولمشاريع محور الممانعة.
ماذا بقي من تلك الثورة المحقة سوى عداوات وخصومات فرّقت بين اركانها؟، مع الامل بأن تعود لتحرّر لبنان من جديد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: