بعد إنعقاد ” لقاء السوديكو” الاسبوع الماضي بدعوة من حزب الوطنيين الاحرار، ومباركة البطريرك بشارة الراعي، تحت عنوان اجتماع المعارضة اللبنانية، وكل من يطالب بسيادة لبنان وحريته وإستقلاله، ضد من سرق هيبة الدولة وسيطر عليها من خلال الدويلة، رأى مصدر معارض في التيار الوطني الحر، خلال حديث لموقع lebtalks بأنّ التيار لطالما نادى بهذا الشعار وناضل من اجل تحقيقه، لكن بعد سنوات بات في وضع لا يُحسد عليه، وتحديداً منذ ان تولىّ رئاسته النائب جبران باسيل، فتراجعت شعبيته وبرز المعارضون ضمنه، لذا عليه اليوم إنقاذ نفسه من خلال عودته الى سابق عهده وقبل فوات الاوان، وبالتالي إعادة شعاره ” تحقيق حقوق المسيحيين” بالفعل لا بالقول، لانه لم يعد في موقعه الطبيعي المُنادي بالسيادة والحرية والاستقلال، وبسيطرة الدولة على كامل اراضيها ، مع الحكم القوي وتطبيق شعار ” العهد القوي”، الذي بقي مجرد كلمات عابرة لم تتحقق بعد، ربما لانهم لم يعرفوا كيفية إدارة هذا البلد، او اعتماد الطرق الناجحة لوضعه على السكة الصحيحة.
وتابع المصدر:” نأمل عودة التيار الوطني الحر سياسياً ونضالياً الى فترة التسعينات، حين كان من ابرز التيارات المدعومة من المسيحيين بقوة، لكن للاسف ما الذي حلّ به منذ سنوات؟، اذ لم نعد نفهم على قيادته ونوابه ومسؤوليه”، لافتاً الى علاقته الفاترة دائماً مع بكركي ، لحفظ خط الرجعة مع الراعي، فيما المطلوب ان يكون التيار دائماً الى جانب الصرح، خصوصاً ان البطريرك لطالما وقف الى جانب الرئيس ميشال عون ، لكن وصول الوضع الى هذا الدرك الخطير والانهيارات والخلافات السياسية، ووضع الشروط وغضّ النظر عن مواقف وقرارات البعض الاخر، التي يؤيدها التيار ولم يعد بإستطاعته التراجع عنها، ساهمت في خلق هذه الهوة مع بكركي، بالتزامن مع وضع لبنان ضمن دائرة الخطر الاكبر، الامر الذي جعل البطريرك يطلق صرخاته المتكرّرة بعد إستشعاره الخوف والقلق على لبنان.
وسأل المصدر:” أين التيار اليوم من هجوم البعض على طروحات الراعي؟، فليُعلن موقفه خصوصاً اننا إعتدنا على قول كلمته من دون خوف، مطالباً بموقف محدّد ورسمي من قبل رئيس الجمهورية، وقيادة التيار عبر رئيسه جبران باسيل، كي لا يبقى الموقف معلقاً وغير مفهموم، واعتبر انه بات من الصعوبة ان يعمل التيار على وضع مساحيق تجميلية لخطاباته ومواقفه، لان نسبة كبيرة من البيئة المسيحية لم تعد تؤمن بطروحاته، التي تصّب بعيداً عن خانته الوطنية.
