لا صوت يعلو على أخبار العودة اللافتة للجنة الخماسية في الملف الرئاسي، للتحرك في الساعات المقبلة من خلال الإجتماع المرتقب لأعضائها على مستوى سفراء أو ممثلي خارجية الدول الخمس المشاركة فيها.
وبعد تأجيل محدود فرضته تطورات وتداعيات الحرب في غزة، يأتي اجتماع “الخماسية”، كمحطة نوعية في مسار الإستحقاق الرئاسي، بالتوازي مع إشارات من عواصم القرار كما من أطراف ومرجعيات داخلية، حول أولوية ملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية، كمعبر ضروري إلى نزع فتيل التفجير على جبهة لبنان الجنوبية بين إسرائيل و”حزب الله”.
ولا يأتي الإستعجال من فراغ وفق ما تكشف مصادر ديبلوماسية مطلعة لموقع LebTalks، ذلك أن الإنطلاقة الجديدة ل”الخماسية” ، وإن كانت متوقعة خلال الشهر الحالي، تأتي على وقع قرع طبول الحرب في لبنان كما على أكثر من ساحة متصلة بالحرب في غزة والتي انخرطت تحت عنوان “وحدة الساحات “، في حرب إشغال ومناوشات مع إسرائيل، ولكن من دون أن تؤثر في مجرى الحرب في غزة بشكل جدي.
وتكشف المصادر أن الدول الخمس المشاركة في “الخماسية” ستقوم بدورها وتقدم مساراً جديداً على طريقة خارطة الطريق وليس بالضروري مبادرة، وذلك من أجل مساعدة لبنان على إنهاء أزمته أولاً والإنتقال إلى مرحلة التعافي ثانياً وإنجاز الترتيبات البرية الحدودية ثالثاً.
وعلى الرغم من أن الوساطة الأميركية في ملف الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، هي لدى المستشار الرئاسي آموس هوكستين، الذي يتولى إدارة المفاوضات ونقل الرسائل بين الطرفين على جانبي الحدود، فإن هوكستين، لن يكون حاضراً على طاولة “الخماسية “، وإن كانت ملائكته ستحضر عبر الأفكار المقترحة في سياق تنظيم العملية السياسية وإعادة الإنتظام إلى المؤسسات الدستورية في لبنان ، عبر انتخاب رئيس الجمهورية وفك الإرتباط بين الرئاسة وحرب غزة ثم التركيز على ملف تثبيت الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.