كتب الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج ابو صعب أن "تصاعدت في الساعات الماضية اجواء ايجابية مستبشرة خيراً بعد زيارة قداسة الحبر الاعظم لاوون الرابع عشر للبنان اذكتها تسمية السفير السابق سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني في الميكانيزم واشاعة اجواء ولوج الدولة اللبنانية في مفاوضات مع اسرائيل كما قيل".
وقال عبر منصة "إكس": "تسمية سيمون كرم مع حفظ الالقاب كانت بتذكية اميركية من خلال مساعدة المبعوث الاميركي للبنان السيدة مورغان أورتاغوس التي تتولى التواصل والتنسيق مع إسرائيل ورعاية اعمال لجنة الميكانيزم. والسفير كرم ذات التاريخ السياسي السيادي المشرف لم يتم تعيينه بصلاحيات تفاوض قانونية واسعة بل لتطعيم لجنة الميكانيزم بشخصيات مدنية بنية اظهار الوضع وكأنه تنفيذ لبنان التزامه بدخول باب المفاوضات مع اسرائيل من دون اي جدول اعمال ولا افق سياسي لتحقيق اتفاقية جديدة مع اسرائيل. خطوة تعيين سيمون كرم كمن يريد ان يرفع عنه تهمة رفض التفاوض بتعيين رئيس وفد لبناني من دون صلاحيات فعلية".
وأشار أبو صعب إلى أن "طبيعة المفاوضين الاسرائيليين تثبت عدم جدية التفاوض اذ ان ممثل الجانب الاسرائيلي ديبلوماسي باحث ونائب مدير شعبة السياسة الخارجية في مجلس الامن القومي اي برتبة سفير سابق فما يحكى عن عملية تفاوض تضليل واللجنة عملها تقني غير سياسي لا يمكنها البحث في اي اتفاقية سلام او تطبيع لأن الاصول البروتوكولية والديبلوماسية لمفاوضات سلام او تطبيع او اي اتفاق يفترض تمثيل كل طرف بوزير خارجية كل طرف على الاقل. من هنا فان خطوة تعيين السفير سيمون كرم محاولة من الدولة اللبنانية للايحاء باستعداد لبنان لخوض مفاوضات بينما مضمون التفاوض وصفة المفاوضين معطيات حوفاء هدفها كسب الوقت وتخفيف الضغط الاميركي والدولي على الدولة اللبنانية بموضوع ضرورة الدخول في مفاوضات فيما الحقيقة في مكان اخر: اسرائيل تتحضر لضربات نوعية لا تمانع في الايهام بأنها تفاوض خلال تلك الفترة لإخفاء استهدافات نوعية ضخمة آتية للحزب وقيادته وحزب الله بستفيد من "مشهدية" التفاوض لتقطيع الوقت واستكمال جهوزيته العسكرية واعادة تنظيم صفوفه تمهيداًً لمواجهة اي توغل اسرائيلي جنوبا متوقع".
وتابع: "نحن امام خديعة ثلاثية الاضلاع لكل طرف مصلحة فيها: الدولة والحزب واسرائيل فكل يرى في مسرحية التفاوض "الاقتصادي" مصلحته الى حين وصول العاصفة العسكرية التي سوف تحل الاميركي من التزاماته استناداً لمنطق انه حاول حل الازمة بين لبنان واسرائيل بالتفاوض فيغطي بالتالي العمليات العسكرية الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية ضد الحزب على قاعدة حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الحزب الذي استعاد قوته جنوب الليطاني وفي البقاع".
وتساءل: "هل تكون مشهدية التفاوض المستجدة غطاء يخفي عكس الظاهر الديبلوماسي اي الحرب؟"، قائلاً: "تعلمنا في الجيو سياسة الاسرائيلية ان اي مرحلة استرخاء او ايهام بحلول سلمية تكون فعليا فترة اعداد لمفاجآت عكسية هائلة كما الاغتيالات النوعية لقادة الحزب والضربات العسكرية النوعية … فهل تتكرر التجارب السابقة من الخداع ؟".
المستجدة غطاء يخفي عكس الظاهر الديبلوماسي اي الحرب ؟
— Georges Abou saab (@GeorgesAbousaa4) December 3, 2025
تعلمنا في الجيو سياسة الاسرائيلية ان اية مرحلة استرخاء او ايهام بحلول سلمية تكون فعليا فترة اعداد لمفاجآت عكسية هائلة كما الاغتيالات النوعية لقادة الحزب والضربات العسكرية النوعية … فهل تتكرر التجارب السابقة من الخداع ؟ ٩